للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَعَمْرُك ما أدرِي وإنْ كنتُ داريًا ... بسَبْعٍ رَمَيْنَ الجَمْرَ أم بِثَمانِ؟ (١)

أي: أبسبع رمين الجمر؟

أما قولُ ابن الملقن إن (أم) لا يُعطف بها إلا بعد همزة الاستفهام، فذلك على مذهب جمهور النحويين (٢)، لكن يرى ابنُ مالك وغيره أنها تجيءُ عاطفة إن سبقتها (هل) (٣)، ومن ذلك قولُه - عليه السلام -: " .. هل تزوجتَ بكرًا أم ثيبًا .. " (٤)، ويرى صاحبُ (فيض الباري) أن ذلك مما تفرَّد به ابن مالك (٥).

ويمكن تخريجُ هذا على أن (هل) مساويةٌ (للهمزة) في الدخول على الأسماء والأفعال.

غير أن (الهمزة) تفرَّدت بمعادلة (أم) المتصلة، فيُطلب بها تعيينُ أحد الأمرين، و (هل) لا يطلب بها ذلك (٦).

وما ذهب إليه ابنُ مالك جارٍ على طريقته في الاحتجاج بالحديث النبوي -كما سنورد ذلك لاحقًا- وأما ما ذهب إليه ابن الملقن فهو المقرر عند النحويين.


(١) البيت من الطويل في: ديوانه ٢٠٩ الجمل في النحو ٢٥٣، الكتاب ٣/ ١٧٥، المقتضب ٣/ ٢٩٤، شرح أبيات سيبويه ٢/ ١٤٨، المفصل في صنعة الإعراب ٤٣٨، خزانة الأدب ١١/ ١٢٢.
(٢) اللباب في علل البناء والإعراب ١/ ٤٣٠، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ١/ ٦٣، توضيح المقاصد ١/ ١٤٧، التصريح بمضمون التوضيح في النحو ٢/ ١٧٠.
(٣) شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح ٢٦٥، حاشية الصبان على شرح الأشموني ٣/ ٥٣.
(٤) صحيح البخاري ٤/ ٥١.
(٥) محمد أنور شاه بن معظم شاه الكشميري، ت: ١٣٥٣ هـ، ٤/ ٢١٠.
(٦) الجنى الداني في حروف المعاني ٣٤١.

<<  <   >  >>