للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الانتظار لا يتعدى بها، وإنما يَتعدى بنفسه ... " (١).

وكذلك في قوله - عليه السلام -: (ويجعلون المحرم صفرَ)، قال ابن الملقن: "والصواب صفرًا؛ لأنه مصروف قطعًا" (٢).

ومن ذلك في (الإفرار) قال ابن الملقن: "وهذا ليس بصحيح؛ لأنه لا يُقال: أفرَّ رباعيًّا" (٣).

أما التعليل الذي من أجل إيضاح المعنى، فمثاله في قوله - عليه السلام -: (لا تحرَّوا بصلاتكم طلوعَ الشمس ولا غروبَها)، قال ابن الملقن:(لا) الناهية دخلت بعد الواو؛ لتُفيد النهيَ عن كلٍّ منهما" (٤).

ومن ذلك أيضًا في (أنْ كان ابنَ عمتك)؛ قال ابن الملقن: "من أجل أنه ابن عمتك ... لأن أمَّ الزبير صفيةَ بنتَ عبد المطلب عمةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (٥).

ومن ذلك في قول عمر: (ما كدتُ أصلي العصر حتى كادت الشمسُ تغرب)، قال ابن الملقن: "مقتضى الحديث أن عمر صلى العصر قبل المغرب؛ لأن النفي إذا دخل على (كاد) اقتضى وجوبَ الفعل في الأكثر" (٦).

ومن ذلك ما علَّق به ابنُ الملقن على ما استشكله القرطبي في (إلا فرار) من وجهي النصب والرفع، إذ قال ابن الملقن: "لأنه يفيد بحكم ظاهره أنه لا يجوزُ أن تخرج من الوباء إلا من أجل الفرار، وهذا محالٌ، وهو نقيض المقصود من الحديث" (٧). ومن ذلك أيضًا، في (ثوبي حجر) قال: "وإنما نادى موسى - عليه السلام - الحجرَ نداءَ مَن يعقل؛ لأنه صدَر عن الحجر فعلُ مَن يعقل" (٨).

فهذا أبرزُ ما وقفَ عليه الباحثُ من اهتمام ابن الملقن واستعانته بالتعليل.


(١) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٣٣/ ٣٢٣.
(٢) المصدر السابق ١١/ ٢٥٢.
(٣) المصدر السابق ١٩/ ٦٥١.
(٤) المصدر السابق ٦/ ٢٦٤.
(٥) المصدر السابق ١٥/ ٣٤٧.
(٦) المصدر السابق ٦/ ٢٨٢.
(٧) المصدر السابق ١٩/ ٦٥١.
(٨) المصدر السابق ٤/ ٦٢٧.

<<  <   >  >>