للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثله في (حلة سيراء)؛ إذ قال: "قال صاحب (المطالع): حلةَ سيراءَ على الإضافة، ضبطناه عن ابن سراج ومتقني شيوخنا، وقد رواه بعضُهم بالتنوين على الصفة ... " (١).

ومثال تبعية ابن الملقن أيضًا: في (والوضوء أيضًا)، إذ قال: "قال القرطبي: والواو عوض عن همزة الاستفهام ... " (٢). إذ تبِع ابنُ الملقن رأي القرطبي في ذلك، وقد وضَّحنا مأخذَ هذا الاتباع، وذلك بعدما أثبتنا دقةَ نقل ابن الملقن عن القرطبي.

ومن ذلك أيضًا في (منى)، إذ قال: "الأجود صرفها، وكتابتها بالألف، وتذكيرها" (٣). إذ تبع في هذا الرأي سيبويه (٤)، وإن كان المشهور أن أسماء البلدان يغلِبُ عليها عدمُ الصرف والتأنيث.

وكذلك في قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (٥)، قال: " ... عُدِّي إلى مفعوله بـ (إلى)، وهو إذا كان بمعنى الانتظار لا يتعدى بها، وإنما يتعدى بنفسه" (٦). تبع ابنُ الملقن النحويين في ذلك، وموضع الخلل هنا أنه قد ورد في القرآن معنى (الانتظار) متعديًا بحرف جر؛ قال تعالى: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} (٧).

ومثله في (فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله)، قال ابن الملقن: "لا بد فيه من تقدير شيء؛ لأن القاعدة عند أهل الصناعة ... " (٨). وفي هذا السياق يتضح منهج التبعية لديه.

ومثله في (إنما الأعمال بالنيات)، إذ قال: " (إنما) موضوعة للحصر؛ تُثبت المذكور، وتنفي ما عداه، هذا مذهب الجمهور من أهل اللغة والأصول وغيرهما" (٩).

ومثله في (ما كدت أصلي العصر)، إذ قال: "والمشهور في (كاد) أنها إذا كانت في سياق


(١) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٧/ ٤٠٩.
(٢) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٢/ ١٧٧.
(٣) المصدر السابق ٣/ ٣٨٨.
(٤) الكتاب ٣/ ٢٤٣.
(٥) القيامة: ٢٣.
(٦) المصدر السابق ٣٣/ ٣٢٣.
(٧) النمل: ٣٥.
(٨) المصدر السابق ٢/ ١٩٠.
(٩) المصدر السابق ٢/ ١٧٠.

<<  <   >  >>