للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للتمييز" (١).

ومن ذلك ما نقله البقاعيُّ عن ابن الملقن في حكم الظهار، إذ قال: "قال ابن الملقن: وهو حرامٌ كما ذكره الرافعي في الشهادات" (٢).

أما من حيث آراؤه في تفسير القرآن الكريم التي تأثر بها مَن بعده: فمثال ذلك في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (٣)، قال السفيري: "قال ابن الملقن: أنا أرى أن (وسطًا) في هذا الموضع بمعنى الجزء الذي هو بين الطرفين؛ مثل وسط الدار، وأرى أن الله تعالى إنما وصفهم بذلك لتوسُّطهم في الدين، فلا هم أهلُ غلُوٍّ فيه كالنصارى، ولا أهلُ تقصير فيه كاليهود" (٤).

هذا، ما تمكَّن الباحثُ من إبرازه من أثر ابنِ الملقن فيمن بعدَه، ونماذج مما أُخِذ عنه من آراءٍ نحوية وفقهية وتفسيرية، وهذا يدل على أن ابن الملقن بحرٌ مطلعٌ موسوعيٌّ شامل.


(١) المجالس الوعظية ٢/ ٢٠٩.
(٢) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ١٩/ ٣٤٥.
(٣) البقرة: ١٤٣.
(٤) المجالس الوعظية ٢/ ٢٧٨.

<<  <   >  >>