للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اقتصر ابنُ الملقن على ثلاثة أوجُهٍ لكلمة (كخ) وهي: كَخٍ، وكِخْ، وكِخٍّ (١)، وإن كان شراحُ الحديث قد أوردوا أكثرَ من ذلك؛ ومنه:

(كِخٍ) بكسر الكاف وكسر الخاء بالتنوين.

(كَخْ) (وكَخّْ) بفتح الكاف وسكون الخاء مخففة وثقيلة.

(كَخِ) و (كِخِ) بفتح الكاف وكسرها وكسر الخاءين بلا تنوين (٢).

أما كونُها من أسماء الأفعال أو من أسماء الأصوات؛ فمِن النحويين مَن جعلها من أسماء الأفعال (٣)؛ لنِيابتِها عن الفعل (اترُك)، ولعدمِ تأثرِها بالعوامل، وليست فضلة، قال ابنُ مالك (٤):

مَا نَابَ عَنْ فِعْلٍ كَشَتَّانَ وصَهْ ... هُوَ اسْمُ فِعْلٍ وكَذا أَوَّهْ وَمَهْ

ومنهم مَن جعلها مِن أسماء الأصوات (٥)، لكونها خطابَ ما هو في حكم ما لا يعقلُ من صغار الآدميين، قال ابنُ مالك (٦):

وَمَا بِهِ خُوطِبَ مَا لا يَعْقِلُ ... مِنْ مُشْبِهِ اسْمِ الفِعْلِ صَوْتًا يُجْعَلُ

كَذَا الَّذِي أَجْدَى حِكَايَةً كَقَبْ

والحقُّ أن أسماء الأفعال والأصوات متواخيةٌ؛ لأنهما جميعًا مزجورٌ بهما (٧)، والذي يتبينُ من ظاهر الحديث أنها اسمُ صوت؛ وذاك لقول أبي هريرة (٨) - رضي الله عنه -: "ليطرحها"، والمخاطَبُ بها صغيرُ


(١) الجامع الصحيح ٢/ ١٢٨، ربما اقتصر على ذلك بناء على حركة الحرف الأخير، ولو ذكر ما للحرف الأول من حركات لأصبحت ستة أوجه، هذا مع إغفاله لكسر الخاء بلا تنوين، مع فتح وكسر الكاف.
(٢) فتح الباري ١/ ١٧٨، ٣/ ٣٥٥، الديباج على شرح مسلم بن الحجاج ٣/ ١٧٠، إرشاد الساري ٣/ ٧٦، دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين ٣/ ١٢٩.
(٣) تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد ٨/ ٣٨٧٨، دليل الفالحين بشرح رياض الصالحين ٣/ ١٢٩.
(٤) ألفية ابن مالك ٥٣.
(٥) شرح الأشموني لألفية ابن مالك ٣/ ١٠٤، دليل الفالحين بشرح رياض الصالحين ٣/ ١٢٩.
(٦) ألفية ابن مالك ٥٤.
(٧) شرح المفصل لابن يعيش ٣/ ٨٩.
(٨) هو: عبد الرحمن بن صخر الدوسي، أسلم عام خيبر، توفي ٥٧ للهجرة النبوية، وترجمته في: الاستيعاب في معرفة الأصحاب ٤/ ١٧٦٨، الإصابة في تمييز الصحابة ٨٠١، الأعلام للزركلي ٣/ ٣٠٨.

<<  <   >  >>