للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الكردني أيضا أن الحسن بن زياد كان فقيرا، وكان يلازم الإمام أبا حنيفة، وكان أبوه يقول له: لنا بنات وليس لنا ابن غيرك فاشتغل بهن.

فلما بلغ الخبر الإمام أجرى عليه رزقا، وقال: الزم الفقه، فإني ما رأيت فقيها معسرا قط.

وربما لمح أبو حنيفة شخصا عال الهمة تلوح من محياه النبوغ، فضن بموهبته أن تنفق في طلب الدنيا وشجعه على طلب العلم.

قال أبو حنيفة رحمه الله: مررت يوما على الشعبي وهو جالس فدعاني، فقال: إلام تختلف؟

فقلت: أختلف إلى فلان.

-يقصد واحدا تاجرا في السوق أو شيئا من هذا.

فقال: لم أعن من السوق، عنيت الاختلاف إلى العلماء؟

-لمن تحضر من العلماء؟

فقلت له: أنا قليل الاختلاف إليهم.

فقال: لا تفعل وعليك بالنظر في العلم ومجالسة العلماء فإني أرى فيك يقظة وحركة.

قال: فوقع في قلبي من قوله، فتركت الاختلاف ..

-يعني إلى السوق.

وأخذت من العلم، فنفعني الله تعالى بقوله.

-فهذا موقف الإمام أبي حنيفة نفسه، انظر إلى هذه النصحية كيف أثرت فيه.

وعن .. أحد شيوخ الإمام البخاري رحمه الله.

قال: كنت أتجر فقدمت على أبي حنيفة، فقال: يا مكي، أراك تتجر، التجارة إذا كانت بغير علم دخل فيها فساد كثير، فلما لا تتعلم العلم ولما لا تكتب؟

فلم يزل بي حتى أخذت في العلم وكتابته وتعلمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>