للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له: ليس هذا مكانك.

وكان سبب أخذ الإمام الشافعي في العلم، ما حكاه مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: كان الشافعي رحمه الله تعالى في ابتداء أمره يطلب الشعر وأيام العرب والأدب، ثم أخذ في الفقه بعده، وكان سبب أخذه في العلم: أنه كان يوما يسير على دابة له، وخلفه كاتب لأبي .. تمثل الشافعي ..

-وهو أبوه الذي هو عبد الله بن الزبيري.

تمثل الشافعي ببيت شعر فقرعه كاتب أبي بصوته ثم قال له: مثلك يذهب بمروءته في مثل هذا، أين أنت من الفقه؟

-يعني أتضيع عمرك في الشعر وأنت رجل شريف من قريش؟

لأن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يعتبر ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - الأعلى وهو طالبي من قريش، شريف من قريش.

فقرعه بالصوت، فقال: مثلك يذهب بمروءته في مثل هذا؟

مع كون الشافعي كان حجة في اللغة العربية رحمه الله، وهو القائل:

ولولا أن الشعر بالفضلاء يزري به لقال الناس أشعر من لبيب

يعني الشافعي لو استمر في الشعر لكان تفوق جدا على أصحاب المعلقات السبع، لكنه ترك الإكثار من الشعر مروءة.

قال له: مثلك يذهب بمروءته في مثل هذا؟!

أين أنت من الفقه؟

فهزه ذلك.

اهتز لذلك.

اهتز الشافعي بهذا الموقف.

<<  <  ج: ص:  >  >>