للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إسلام جراح فرنسي بسبب الإعجاز العلمي في القرآن]

هذه قصة رجل دخل في الإسلام، وهذه القصة في غاية الروعة، وهي أنه كان من عائلة نصرانية متدينة جداً، وعانى جداً من الصراع في قضية الأديان، والتعارض بين كتب أهل الكتاب وبين الحقائق العلمية، حتى إنهم كانوا في وقت من الأوقات يسمونها الجغرافيا المسيحية، وعندما دونوا العلوم التي لا علاقة لها بالدين، رأى تصادم بين حقائق جغرافية وبين ما يفهمونه من كتبهم المحرفة.

فانتهى به الأمر إلى أنه أجرى دراسة مفصلة غاية التفصيل، حيث جمع الآيات القرآنية التي لها تعلق بالحقائق العلمية، وعمل قائمة في كل موضع منها، ماذا يقول عنها التوراة؟! وماذا يقول عنها الإنجيل؟! وماذا يقول عنها القرآن الكريم؟ ووضع هذه الأشياء في قوائم وجداول مقارنة، فهو جراح فرنسي مشهور جداً، فأنفق وقتاً طويلاً في مدارسة هذه المقارنة، وانتهى في النهاية إلى حتمية أن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، وحتمية وقوع التحريف في التوراة والإنجيل.

وجمعت هذه المقارنة في كتاب، والكتاب مشهور وطبع بلغات كثيرة في كل أنحاء العالم، وهو تحت عنوان: العلم والتوراة والإنجيل والقرآن، أو الحقائق العلمية في التوراة والإنجيل والقرآن وأتى بأدلة في غاية القوة.

الطريف أنه عمل هذا البحث وكان أبوه وأمه متمسكين جداً بالنصرانية، وبسبب توجهه واقترابه إلى الإسلام قام أبوه وأمه بنشر إعلان في الجرائد في فرنسا وكتبا فيه: نريد لصاً محترفاً، وهذا شيء معتاد عندهم أن يعلنوا مثل هذا الإعلان، وكانا يعلمان أين يضع ولدهما أوراقه، فكلفا اللص أن يدخل البيت، ووضحا له كيف يدخل، حتى يحصل على المخطوطة التي فيها هذا الكتاب، فاللص تمكن من سرقة مخطوطة هذا الكتاب، لكن اللص قبل أن يسلمها لهما دفعه الفضول إلى أن ينظر في هذا الكتاب، فبعد أن قرأ اللص هذا الكتاب أسلم تأثراً بما في الكتاب، وشعر بقيمة الكتاب، فما كان من اللص إلا أن أعاد إليه الكتاب، ونشر المؤلف الكتاب بعد ذلك، وهو موجود في كل أنحاء الدنيا بعدة لغات، وهو كتاب قيم جدا، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} [المدثر:٣١].

<<  <  ج: ص:  >  >>