إذا رأى الوالد أن المصلحة في ضرب ولده، فلا يضربه إلا بشروط، منها: ألا يضرب ولده بأي حال قبل سن العاشرة.
وأن يعلم المربي أن الضرب وسيلة علاج وإصلاح، وليس وسيلة لإهانته وتحقيره وتشويه نفسيته، وليس الضرب أيضاً وسيلة انتقامية يقصد بها تفريغ شحنة غضب المربي وإراحة نفسه، ولكنه ضرورة تربوية استثنائية لمصلحة الطفل، وعليه فلا يقدم المربي على عقوبة الضرب وهو غضبان ثائر.
وألا يكون الضرب شديداً مبرحاً، ويستعمل فيه آلة معتدلة الحجم والرطوبة، ولا يزيد على ثلاث ضربات، وللوالد أن يزيد إلى عشر بحد أقصى.
أن يتوقى ضرب الوجه والمواضع الحساسة من البدن، ولا يكرر الضرب في الموضع الواحد، بل يفرق الضرب، ويترك بين الضربتين زمناً يخف به ألم الأولى.
وأهم شرط أن يكون الضرب على تقصير حقيقي، لا على شبهة أو سوء ظن، وأن يتناسب العقاب مع حجم الخطأ ونوعه.
وأن يتوقف عن الضرب إذا ذكر الغلام الله عز وجل واستغاث به؛ لأننا بهذا نغرس معنى معيناً فيه.
كان هناك ابن صغير جداً لأحد إخواننا الأفاضل، فأول ما بدأ بالنطق حضر مع والده درساً لي في آداب ضرب الطفل، فكان سعيداً جداً، فبعد أن أكملت الدرس قال لوالده: سمعت الشيخ ماذا قال؟ وجاء إلي وقال: جزاك الله خيراً يا شيخ.
فهو سمع هذا وفهمه، والأولاد قد يظن أنهم لا يفهمون، وهم يفهمون جيداً، وكان هذا الصغير كلما ضربه أبوه ذكر الله أثناء الضرب، واستفاد مما سمعه في الدرس، فجاء أبوه يشتكي إلي أنه من وقت ما سمعك ابني أنه إذا ذكر الله فعلى الأب أن يوقف الضرب، فكلما ضربته ذكر الله واستغاث به فأتوقف عن ضربه، فأقول: هذا مكسب كبير أن نزرع في ذهن الطفل تعظيم اسم الله سبحانه وتعالى، وأنه إذا ذكر اسم الله يتوقف عنه الضرب، فيرتبط ذكر اسم الله بالرحمة والعفو وإيقاف الأذية، فهذا شيء سيحبب إليه ذكر الله سبحانه وتعالى.