[ضرورة تذكير الأب أولاده بمنزلة الصلاة وفضلها في الدين]
إن على الأب أن يذكر أولاده بين الحين والحين بفضائل الصلاة من القرآن الكريم والسنة الشريفة؛ حتى يكتمل تصورهم الفكري عن الصلاة ومنزلتها في الدين، وحتى يتعود الصبي خاصة بعد سن العاشرة على أداء السنن الرواتب مع الصلوات المفروضة، ويحرص على تعويده على قيام الليل ولو جزءاً يسيراً، فيعلن الأب لأولاده أنه سيقوم ليصلي في الليل وقت كذا وكذا، ثم يتركهم يتنافسون في الاستيقاظ في ذلك الوقت دون أن يوقظهم الأب؛ لتقوى إرادتهم، ويعتمدوا على أنفسهم، وأن يخفف بهم الصلاة، ومن نعس منهم أمره بالنوم رفقاً به.
فإذا قصر الولد في الصلاة بعد العاشرة وجب على الأب وعظه وتذكيره بالنصوص الشرعية في الصلاة، فإن استمر في تهاونه أغلظ له في القول وعنفه وهجره، فلا يكلمه ولا يخالطه ولا يمازحه، ويحرمه من بعض الأشياء المحببة لديه، فإذا فشل العقاب النفسي يلجأ الأب إلى العقاب البدني بشروطه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين).
فالمربي يقدم دائماً أسلوب الترغيب والإثابة والتشجيع، ويتجاهل تقصير الطفل في بعض الأوقات، مع حسن الإشارة والتلميح دون التصريح، فإن أصر يعاتبه سراً ويعبس في وجهه، فإن أصر يعاتبه جهراً أمام أسرته أو رفاقه بدون شتم أو سب أو تحقير ذاته؛ لأن التحقير للذات أمر غير مسموح به على الإطلاق، فإذا انتقدت تنتقد الموقف أو التصرف ولا تحكم على الطفل بأنه فاشل، وأنه ليس فيه أمل، وأنك طول عمرك ستبقى هكذا؛ لأن هذا فيه تحقير للذات، وفيه تحطيم لقدرات الطفل، لكن تنتقد التصرف فقط.
فإن تمادى رغم ذلك يهدده بالضرب، ويعلق عصاً صغيرة بحيث يراها، فإن لم تنفع كل هذه الوسائل، يلجأ إلى الضرب.