[ضرورة تعليم الأب ولده أحكام صلاة الجمعة وآدابها وتعظيمها]
إن على الأب أن يعظم أمام ولده صلاة الجمعة، ويحدثه عن آدابها وأحكامها وضرورة احترامها وتوقيرها، لكن لا يحمله ما لا يطيق من أمر صلاة الجمعة؛ لأن الجمعة فيها الخطبة والصلاة فيطول وقتها، فقد يمل الطفل أو قد يصعب عليه أنه يحافظ على الطهارة، وقد يلعب فيها، وللأسف الشديد أنه في هذا الزمان يندر جداً أن نرى من يتمسك بالسنة- حتى من الذين ينسبون إلى السنة والسلفية- في موضوع خطب الجمعة، فالسنة ينبغي احترامها، وألا نتحذلق مع السنة، فالسنة هي تقصير الخطبة وإطالة الصلاة، ليس كما يحصل الآن للأسف الشديد، تتحول الخطبة كأنها محاضرة طويلة، وفيها مشقة على الناس، فالصادق في الانتساب إلى السنة لا بد أن يشتهر ويتميز بأنه يقصر الخطبة ويطيل الصلاة، فإذا فعل ذلك عرف الناس أن هذا هو السني، وليس السني الذي يطيل الخطبة كما يحصل ويشق على المصلين.
روي:(أن أبا هريرة رضي الله عنه دخل مرة المسجد يوم الجمعة فوجد غلاماً فقال له: يا غلام! اذهب العب، قال: إنما جئت إلى المسجد، قال: فتقعد حتى يخرج الإمام؟ قال: نعم).
إذاً: على الأب ألا يكلف ولده بصلاة الجمعة دون سن العاشرة، بل يرغبه ولا يرهبه، فإن أقبل عليها وإلا تركه وشأنه مرفهاً حتى يبلغ العاشرة أو ما قبلها بقليل فيبدأ معه بالإلزام.
كذلك يتحرى الأب اختيار الخطيب؛ لأن الخطيب بخطبته ومسلكه عميق التأثير في أخلاق الأولاد، خاصة إذا فهموا الخطبة وعقلوها، ولا بأس أن يسألهم بعد الخطبة عن موضوع الخطبة، وما استخلصوه من الفوائد، ويحثهم قبل الدخول على حسن الإنصات، ويبين لهم أنه سوف يسألهم عن مضمون الخطبة بعد الصلاة؛ لاستدعاء تركيزهم أثناء الخطبة.
هذا ما يتعلق بشأن تربية الأطفال على المحافظة على الصلاة؛ لأن مستقبل الأمة متمثل في هؤلاء الأبناء وأفلاذ الأكباد، يقول الشاعر: لا بد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح وصناعة الأبطال علم قد دراه أولو الصلاح من لم يلقن أصله مـ ـن أهله فقد النجاح لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساح في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح شعب بغير عقيدة ورق يذريه الرياح من خان حي على الصلاة يخون حي على الكفاح وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.