[السبب الخامس: تعظيم الصلاة في القلب ومجاهدة الشيطان وحزبه]
إن وقت الاستيقاظ في صلاة الفجر في خطين متعارضين: خط يدعوك إلى الانغماس في النوم، وخط آخر وهو الخط الشرعي، فهناك خط شيطاني، وخط رباني ورحماني، خط الشيطان كلما أراد الإنسان أن ينتبه يقول له: عليك ليل طويل فارقد، ويعقد ثلاث عقد كما سبق، فالشيطان يمنّيك في الاستمرار في النوم، ويصعب عليك مفارقة الدفء ويثقل عليك مشقة القيام إلى الصلاة وكذا وكذا، فالشيطان عدو لدود ومتربص بك، لكن الخط الرحماني دلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا انتبه من النوم وذكر الله انحلت عقدة، فإذا توضأ فتنحل عقده كلها.
وينبغي لمن قام بإيقاظ زوجته أو أخيه أو ابنه أن يذكره بهذا الحديث، فإن انتبه فذكر الله انحلت عقدة، فإن انحلت عقدة، فإذا صلى انحلت العقدة الأخيرة، قام فتوضأ انحلت العقدة الثانية، فإن قام فصلى انحلت العقدة الثالثة، فقام وهو نشيط النفس.
صحيح أن هناك عبئاً ومشقة عند الاستيقاظ، لكن لا شك أن الإنسان لو كان قلبه يعظم الصلا؛ لهان عليه الاستيقاظ للصلاة.
فهذا عمر لما أغمي عليه حين طعن وأرادوا أن يفيق من إغمائه، قال أحد الصحابة: إذا أردتم أن يصحو ويفيق من إغمائه فاذكروا له الصلاة، فقالوا: الصلاة يا أمير المؤمنين! فأفاق فوراً وقال: آلله إذاً، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.
إذاً: أول شيء يعين الإنسان على الاستيقاظ لصلاة الفجر فوراً بدون أي تأجيل هو أن يكون معظماً في قلبه للصلاة، حتى يتنعم ويتلذذ بالصلاة والمناجاة.