إن ترك الصلاة نفاق، يقول عز وجل:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً}[النساء:١٤٢]، وجد المنافقون في مجتمع المدينة أما في مكة فلم يكن هناك نفاق؛ وذلك لأنه كان في المدينة سطوة وسلطة الدولة المسلمة، ولا يقوى أحد على المجاهرة بترك الصلاة، فحتى المنافقون كانوا يظهرون شعائر الإسلام في الظاهر وهم منافقون في الباطن، يقول عز وجل:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}[النساء:١٤٢]، فالجزاء من جنس العمل، فهم يخادعون الله في الدنيا، وهو خادعهم يوم القيامة.
وقد بين الله سبحانه وتعالى ذلك في سورة الحديد في قوله تعالى:{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ}[الحديد:١٣]، فهذا معنى قوله:(وَهُوَ خَادِعُهُمْ).
ثم يقول سبحانه واصفاً المنافقين مع الصلاة:{وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى}[النساء:١٤٢]، وذلك لأن المنافق لا يقوم إلى الصلاة بدافع داخلي وإنما يقوم إليها خوفاً من سطوة الدولة المسلمة أن تعاقبه على ترك الصلاة، فصلاتهم إنما هي مراءاة، يراءون الناس وهم متكاسلون متثاقلون، لا يرجون ثواباً ولا يعتقدون على تركها عقاباً.