ثانياً: غياب القدوة الصالحة، قاعدة: ليس هناك تربية بغير قدوة، كيف يمكن للأب أن يأمر أولاده بعدم شرب السجائر والسجارة لا تفارق يده، أو بحسن معاملة الجار وهو في شجار دائم معه، أو بحفظ اللسان وهو يتناول كل من حوله بالسباب والشتائم؟! كيف يمكن للمدرس في المدرسة أن يزرع في الشباب الرحمة وعدم التركيز على المال، وهو يهمل في التدريس في حصة المدرسة، ليستنزف أموالهم بعد ذلك في الدروس الخصوصية؟! أو كيف يربيهم على الحرص على المال العام، والأمانة في العمل، وهو يهرب من حصص المدرسة؟! كيف يمكن لنظام الأمن في البلاد الإسلامية أن يأمر الشباب بعدم العنف وعدم الإرهاب، بينما هو يتعامل بكل قسوة وعنف وكل إرهاب مع عموم الشعب؟! غياب القدوة أمر خطير، من هم قدوة شباب أمة الإسلام؟! أتراه فناناً ماجناً أقرب إلى النساء منه إلى الرجال؟! أتراه لاعباً أنفق زهرة شبابه في اللعب؟! أتراه مليونيراً سرق أموال البلاد والعباد؟! أتراه مرتشياً تسلق على أكتاف الشعب إلى أعلى الدرجات؟! أتراه زعيماً ماركسياً أو قائداً ملحداً أو أديباً فاسقاً؟! أتراه شيوعياً أم يهودياً أم هندوسياً أم بغير ملة؟! أتراه واحداً من هؤلاء، أم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! كم من شباب أمة الإسلام الآن يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة كاملة له؟! كم من الشباب يقتدي بـ الزبير، وطلحة، وسعد، والأرقم، وزيد؟! كم منهم يقتدي بـ أسامة، ومعاذ بن عمرو بن الجموح؟! كم منهم يضع نصب عينيه حياة محمد الفاتح، أو محمد القاسم، أو صلاح الدين، أو عبد الرحمن الناصر رحمهم الله جميعاً؟ يا شباب الأمة أفيقوا! خلف من تسيرون وإلى أي غاية تريدون الوصول؟ القدوة يا شباب أمة الإسلام.
إذاً: هناك مشكلتان كبيرتان في هذا الوقت: مشكلة غياب التربية الإسلامية الواعية، ومشكلة غياب القدوة الصالحة.