المنفعة العاشرة والأخيرة في هذه المحاضرة وليست الآخرة؛ لأنه من المستحيل لأي إنسان أن يحيط علماً بحكمة الله عز وجل، المنفعة العاشرة: هي التجارة، تبيع وتشتري وتستفيد وتفيد:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}[البقرة:١٩٨]، وليس في هذا شيء طبعاً، ولكن ينصح ألا ينفق الحاج وقته الثمين في تجارة كثيرة، فوقت الحج في منتهى الأهمية، فليس من المرغوب فيه أن تضيع ساعات كثيرة في أشياء من الممكن أن تعملها في أي مكان آخر في الأرض غير مكة.
فتلك يا إخواني! عشرة كاملة.
نسأل الله عز وجل أن ينفعنا وينفع الأمة جميعاً بها إن شاء الله.
نعود مرة أخرى للموضوع الذي كنا نتكلم فيه، وهو أن الله سبحانه وتعالى اختار الحج كركن أساسي من أركان الإسلام، ركن يبنى عليه الإسلام كله؛ وذلك لكل المنافع التي نحن قلناها منذ قليل، وهناك منافع أخرى كثيرة جداً، وكلما تدبرت آيات الله عز وجل وأحكامه، فإنك ستخرج بمعانٍ جديدة، فهو شرع محكم {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}[هود:١].
أظن أننا فهمنا لماذا الله سبحانه وتعالى اختار الحج كركن أساسي من أركان الإسلام؛ لأنه لو تحقق الحج كما ينبغي لأقيمت كل شرائع الإسلام كما ينبغي، وهذا والله خير الدنيا والآخرة، فالحجاج يعيشون مع كل هذه المعاني، ثم ينقلونها إلى بقية الأمة.