تعالوا نبحث ونفهم لماذا الله سبحانه وتعالى اختار الحج؛ لكي يكون من أعمدة الإسلام؟ وجدت آية في كتاب الله عز وجل تقول:{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}[الحج:٢٧ - ٢٨].
الحج فيه كما قال الله عز وجل:(منافع)، وكلمة منافع كلمة شاملة عامة، لا أعتقد أنها تقتصر على المنافع التجارية والمالية فقط، فبعض المفسرين والدعاة يقصرون كلمة المنافع على التجارة، فعندما تذهب لتحج يمكنك أن تقوم ببعض الفوائد التجارية، فتشتري من التجار هناك وتبيع، يعني: أمور التجارة بصفة عامة، لكن الحقيقة قصر المنافع على التجارة فقط فيه تحديد غير مقبول للنص، وفيه تجن شديد على هذه الكلمة العامة الشاملة، وبالذات في هذا الزمان الذي نعيش فيه، فرزق المسلمين هناك من البترول في يوم أو يومين يعادل تجارة الحج كلها، وبالذات لو أخذت في الاعتبار أن المنفعة الحقيقية في تجارة الأيام هي هذه، فإنها تعود للصين وهونغ كونغ واليابان ولا تعود لبلاد المسلمين.