إن الله عز وجل أراد من غير الحاج أن يعيش نفس المعاني التي يعيشها الحاج سبحان الله! ليس عن طريق السماع فقط، بل عن طريق الفعل أيضاً، فالله شرع لك أعمالاً تجعلك تعيش في نفس الجو، وهي أعمال تشبه الأعمال التي يعملها الحجاج، وفي نفس التوقيت الذي يحج فيه الحجاج.
أنا طبعاً لا أقصد أن تذهب إلى السويس أو الغردقة وتقول: لبيك اللهم لبيك، ولكن أقصد أعمال البر والطاعة، وهذا ليس كلامي، بل هو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام) يقصد االعشر الأولى من ذي الحجة، (قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟!) انتبه مع السؤال، فقد كان الجهاد عند الصحابة أعلى شيء (قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله)، يا ألله! ثم استثنى صلى الله عليه وسلم فقال:(إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع بشيء من ذلك).
فهذه الأيام العشر فرصة لكل المؤمنين في الأرض، فرصة لأولئك الذين لم يوفقوا للحج، فالله سبحانه يعلمنا ماذا نعمل فيها، ففي نفس الوقت الذي يحج فيه الحاج ويؤدي المناسك، كذلك وأنت في بلدك بعيد عن مكة مئات أو آلاف الأميال تحصّل من الأجر ما لا يتخيل، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم جعله أعلى من الجهاد، إلا أن تبذل النفس بكاملها والمال بكامله في سبيل الله.
فهذه الأيام العشر أعظم أيام في السنة، وهذه ليست للحجاج فقط، بل هي لعموم الأمة؛ لكي يعيشوا مع إخوانهم الحجاج نفس الجو الإيماني الرائع.
إذاً: نحن لا بد أن نستغل هذه الأيام أقصى استغلال، ولكي تحج تماماً انتبه أن تضيع منك دقيقة واحدة، استغل كل لحظة بحسنات، واعمل لنفسك ورد محاسبة في كل يوم، وحاسب نفسك وذكرها بيوم الحساب.
خذ عندك بعض الأعمال التي ممكن تعملها، وأتمنى أن تسجلهم معي بالورقة والقلم، وتعملوا الحاجات هذه من أول يوم في ذي الحجة إلى أن تنتهي هذه الأيام العشر على أحسن خير إن شاء الله: