[الأمور المعينة على نهوض الشباب بالأمة إلى النصرة والعزة والتمكين]
نحن شباب نريد أن نرجع لديننا، نحن شباب نريد أن ننصر أمتنا، نحن شباب نريد أن نرضي الله، ماذا نعمل؟ إليكم مني عشرة أمور تعين على وضع أقدامنا على الطريق إن شاء الله، مع العلم أن كل أمر من هذه الأمور يحتاج إلى محاضرة مستقلة، أسأل الله عز وجل أن يجمع بيني وبينكم على الخير دائماً، واعلم أخي الشاب قبل أن تستمع إلى هذه الأمور أنك فرد في أمة، فإن صلح حالك يوشك حال الأمة أن يصلح إن شاء الله.
الأمر الأول: أقلع عن المعصية، ترك المعاصي مقدم على فعل فضائل الأعمال، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فائتوا منه ما استطعتم) الأوامر على قدر استطاعتك، لكن النواهي لا تقترب منها، لا يستقيم لمن ينصر الأمة أن يظل على معصية، لا تعملوا بالمعاصي وأنتم في سبيل الله، وأشد المعاصي خطورة ما كنت مواظباً عليه، لذلك خذ قراراً جريئاً واقطع معصيتك الآن، إن كانت في نظر، أو في سمع، أو في لسان، أو في صحبة، أو في عمل، أو في أي شيء، واعلم أنك بتوبتك الصادقة تكون قد فتحت صفحة بيضاء تماماً مع الله عز وجل، ابدأ من جديد وكأنك ولدت اليوم.
الأمر الثاني: اعرف دينك، دينك دين عظيم جداً، تجاوزت عظمته حدود التخيل والإدراك، دينك دينك لحمك دمك، دينك دين الإسلام {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت:٤٢]، دينك ليس فيه ثغرات، دينك دين محكم بديع، مر وقت طويل طويل لم تعرف فيه دين الإسلام؟ أنت محتاج لأن تعرف عقيدة، وفقهاً وأخلاقاً، ومعاملات، محتاج لأن تعرف سيرة رسولك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، محتاج لأن تعرف حياة الأصحاب رضي الله عنهم أجمعين، محتاج لأن تقرأ تاريخ المسلمين الطويل من مصادر غير مشوهة، تاريخ المسلمين العظيم خلال (١٤٠٠) سنة.
أنت محتاج لوقت كبير جداً لتصرفه من أجل أن تعرف ربك ورسولك ودينك، تحتاج إلى قراءة وإلى دروس علم وإلى مناقشات ومحاورات وأسئلة.
الأمر الثالث: ارتبط بالمسجد، المسجد بيت الله في الأرض، وعمار المساجد هم زوار لله عز وجل، ألا تحب أن تزور خالق السماوات والأرض خمس مرات في كل يوم؟! ألا تحب أن تعرض على ربك مشاكلك، وتطلب منه حاجتك؟! أنا أريدك في المسجد خمس مرات في اليوم على الأقل، غير دروس العلم، خمس صلوات في اليوم لا تفوتك في المسجد، وستنظر إلى أي درجة سيتغير حالك، هذه هي حياة شباب الإسلام.
الأمر الرابع: كن متفوقاً، الطالب المسلم الذي يريد أن يغير من حال أمته لا بد أن يكون متفوقاً في تخصصه، نحن لا نريد مجرد طبيب، أو مجرد مهندس، أو مجرد مدرس، لا، نحن نريد طبيباً عالماً، ومهندساً مخترعاً، ومدرساً نابغاً في علوم التربية، نحن نحتاج إلى التخصص، الزمن زمن تخصص، لا يوجد أحد يعرف كل شيء في هذه الوقت؛ العلوم كثرت، وليس هناك مكان للكسالى، مذاكرتك من أجل رفعة أمتك حسنات لا تحصى في ميزانك يوم القيامة إن شاء الله.
الأمر الخامس: صل رحمك، الشباب المسلم الذي يريد أن يرفع من شأن أمته، لا بد أن يكون واصلاً لرحمه، ومن لم يكن فيه خير لرحمه ولأقاربه فليس فيه خير للناس ولا للمجتمع، وأعظم أرحامك والداك، لا تخرج كلمة (أف) من فمك، أو نظرة غضب من عينك، أو إشارة اعتراض من يدك، هذه الأمور لا تخرج من شاب مسلم، وبقية أرحامك من إخوان وأعمام وأخوال وغيرهم لهم حقوق عليك فأعط كل ذي حق حقه.
الأمر السادس: اختر أصحابك: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، ارتبط بمن إذا رأيته ذكرك بالله عز وجل، لا تسر بمفردك في حياتك، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وتذكر وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم: (من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة).
الأمر السابع: اعرف واقعك، مستحيل لمن يريد تغيير حال الأمة ألا يكون مطلعاً على أحوال زمانه، لا بد للشاب من دراسة واقع العالم الذي يعيش فيه، واقع القطر الذي يسكن فيه، وقع العالم الإسلامي، واقع العالم بصفة عامة، متابعة دقيقة للأحداث الهامة في العالم، متابعة لأحداث مصر والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بها، متابعة لأحداث فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير، ماذا يحدث في تركيا؟ ماذا يحدث في إيران؟ ماذا يحدث في باكستان؟ ماذا تعرف عن النيجر ومالي وأوزبكستان وأذربيجان ونيجريا، وكلها بلاد إسلامية تشهد أحداثاً هامة؟ ماذا يحدث في راوندا وليبيريا وكولمبيا؟ وأهم من ذلك ماذا يحدث في أمريكا وإنجلترا وفرنسا وروسيا؟ ماذا يخطط اليهود؟ تحتاج أن تقرأ الجرائد كل يوم، ولا داعي لقراءة صفحات الرياضة والفن، اتركنا نعيش حياة جادة قيمة، تابع الأخبار, وافتح الستلايت والدش على قنوات الأخبار، واترك قنوات الأفلام والأغاني، لا يوجد وقت يا أخي المسلم.
الأمر الثامن: كن رياضياً، وهذا ليس فيه تعارض مع النقطة التي مضت، ليس المعنى إ