الوسيلة العاشرة: أن تنقل من العارفين السابقين المتخصصين، فابدأ من حيث انتهى الآخرون، واسأل متخصصاً: ماذا أقرأ؟ وبماذا أبدا؟ وما هو أفضل كتاب في هذا الموضوع وماذا أقرأ بعده؟ والإنسان قد يضيّع وقتاً كبيراً في قراءة كتاب غير مفيد، أو في قراءة كتاب صعب بينما هناك الأسهل، أو كتاب سطحي بينما هناك الأعمق.
فكل العلماء السابقون أخذوا عن غيرهم، وبدءوا من حيث انتهى الذين سبقوهم، ولذلك استفادوا وأفادوا غيرهم، وما تكبَّر أحد منهم أبداً على أن يتعلم ويسعى في طلب العلم ويسأل غيره، بل كانوا يسافرون المسافات الطويلة للتعلم وكانوا من أعظم العلماء فالإمام البخاري والنووي وابن القيم وابن الجوزي وغيرهم ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بنقل علوم غيرهم، ثم الإضافة إليها والتطوير فيها فهداهم الله عز وجل, وهدى بهم أجيالاً وأجيالاً.