للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الله عز وجل]

رابعاً: ذكر الله عز وجل، فالذكر في هذه الأيام له وضع خاص جداً، فالله سبحانه وتعالى يقول: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة:٢٠٣]، أي: في هذه الأيام.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج:٢٨]، قال: هي أيام العشر.

فهذا أمر مباشر بذكر الله عز وجل، وكل أنواع الذكر محمودة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه: (سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟! قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)، هؤلاء هم الذين سبقوا، وأنواع الذكر كثيرة: سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر، لا إله إلا الله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، لا حول ولا قوة إلا بالله، وأي ذكر آخر.

لكن في هذه الأيام هناك أنواع معينة من الذكر يستحسن أن تكثر منها في هذه الأيام بالذات، منها مثلاً: التهليل، والتكبير، والتحميد، وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كما جاء في مسند أحمد والطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما: (ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر -وهي الأيام العشر الأولى من ذي الحجة- فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).

والتكبير بالذات له قيمة عالية جداً في هذه الأيام العشر، فقد كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما.

من الأذكار الهامة أيضاً في هذه الأيام أذكار الاستغفار، فأنت تشعر أن الجو العام في موسم الحج بصفة عامة سواء للحجاج الذين كتب الله لهم الحج في ذلك العام أو لأولئك المجتهدين في العبادة في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة هو جو المغفرة والرحمة والتوبة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم).

إذاً: فرصة في هذه الأيام أن نستغفر الله عز وجل، فالاستغفار سهل، والمهم أن تهتم به.

من صيغ الاستغفار المشهورة: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، فلو أنت شغلت نفسك بالاستغفار في طريق تمشيه طوله مائة متر فقط ستحصل على أكثر من مائة مرة استغفار، واعلم أن الله سبحانه وتعالى لما طلب منك أن تذكره طلب منك أن تذكره كثيراً بقدر ما تستطيع.

قال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [الأحزاب:٣٥]، وقال: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال:٤٥].

إذاً: هذا الأمر الرابع الذي يجب علينا أن نعمله في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، وهو الذكر الكثير وبالذات التكبير والتحميد والتهليل والاستغفار.

<<  <  ج: ص:  >  >>