أما الشبهة الثانية فهي: أننا بهذه المقاطعة نستعدي الشعب الأمريكي علينا، فالشعب شيء والحكومة شيء آخر، والرد على هذه الشبهة ما يلي: ١ - المقاومة حق مشروع لا يختلف عليه اثنان، فنحن ندافع عن اقتصادنا وبلادنا وإخواننا، وليس من المعقول أبداً أن أطلب ود قاتلي، وأنا أسعى إلى رضا ذابحي، إذا كان هناك اقتصاد سيعاني من أجل اقتصاد آخر، فإنه من واجبنا أن نهتم باقتصادنا وإخواننا ولو كان على حساب اقتصادهم دون ظلم لهم ولا عدوان، وأمريكا نفسها لما رأت السيارات اليابانية تغزو السوق الأمريكي وتؤدي إلى كساد السيارات الأمريكية في بلدها رفعت الجمارك عليها؛ لتجبر الناس على شراء المنتج الوطني، وهذا تفكير منطقي جداً لا ينكره أحد من الشعوب.
٢ - لماذا الفصل بين الحكومة والشعب؟ فمن أين أتت الحكومة؟ ألم تأت من الشعب؟ أليس الشعب الأمريكي هو الذي اختار الرئيس الأمريكي والكونجرس الأمريكي أصحاب القرارات الظالمة؟ وهو الذي يوافق على الظلم الأمريكي في الاستفتاءات المتكررة؟ عاصرت مظاهرة في نيويورك قامت بها هنري كلينتون عضو الكونجرس عن دائرة نيويورك المعروفة ومعها عدد كبير جداً من الشعب الأمريكي تطالب فيها بوقف الإرهاب الفلسطيني، وتنادي أن يفك الفلسطينيون الحصار على اليهود، وشر البلية ما يضحك.
٣ - الحكومة الأمريكية نفسها أتت بكثير من الشركات الأمريكية وفرضتها على كثير من دول المسلمين للتجارة أو للإعمار أو للتوظيف، وكثير من هذه الشركات كادت أن تفلس لولا تدخل الحكومة الأمريكية بفرضها على بلاد المسلمين؛ لأن نجاح هذه الشركات في النهاية هو نجاح للحكومة الأمريكية، وقوة هذه الشركات في النهاية هو قوة للحكومة الأمريكية، وبالذات الشركات العملاقة التي توزع في أنحاء الأرض بما فيها بلاد المسلمين، فتعتبر بلا مبالغة جزءًا رئيسياً من الحكومة الأمريكية.