للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النوم على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم]

الوسيلة السادسة: النوم بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولاً: النوم مبكراً، النوم مبكراً ليس عيباً أبداً، أنا لست أعرف من الذي أدخل في أذهاننا أن الأطفال فقط هم الذين ينامون في وقت مبكر؟! ربنا سبحانه وتعالى يطفئ نور الدنيا كلها لكي ننام في الليل، ونحن نصر على أن نبقى مستيقظين: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} [غافر:٦١]، هذه سنة ربنا في الأرض، فهؤلاء الذين يعيشون للدنيا قاموا بدراسات لكي تستغل الدنيا أفضل استغلال، فوصلت دراساتهم إلى نفس الحقائق التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن من عشرات القرون.

أعود بكم مرة أخرى لأمريكا، لكي تستيقظ باكراً في المواعيد التي تريدها فلا بد أن تنام باكراً، فهم في أمريكا ينامون مبكرين، فنادر جداً أنك تجد أحداً يمشي في الشارع بعد الساعة التاسعة مساءً، تجدهم ينامون الساعة الثامنة، الثامنة والنصف، التاسعة بالكثير، فانعكس هذا على حياتهم، فعندهم نظام وحيوية ونشاط وإنتاج وتقدم حضاري، أنا لا أقول هذا الكلام؛ لأني مبهور بالنظام الذي عندهم، لا، أنا أقول هذا الكلام؛ لأني متحسر على كثير من المسلمين الذين لم يفهموا الكنز الذي تركه ربنا سبحانه وتعالى لنا في القرآن وفي السنة، الذي استغله الأمريكان واليابانيون والصينيون وغيرهم من أهل الأرض، هو هذا الإسلام يا إخواني! وجدت إسلاماً ولم أر مسلمين.

وأيضاً أنت ستسهر لتشاهد التلفاز فتحصل على سيئات وذنوب وتضيع عليك صلاة الفجر، أو تسهر لتذاكر، نقول: المذاكرة بعد الفجر إلى الساعة الثامنة، وهذا أفضل وقت ممكن تذاكر فيه، هذا كلام العلماء وليس كلامي، والذي ستذاكره في الليل بساعتين ستذاكره الصبح في نصف ساعة، أو تسهر لزيارة شخص فنقول: يا أخي! لو كنت لا تريد أن تقوم لصلاة الفجر ولا تريد أن تقوم باكراً فاترك غيرك ينام مبكراً ليذهب لصلاة الفجر.

نحن نحتاج إلى نغير نظام حياتنا كله، لا نملك وقتاً نضيعه في كلام لا طائل منه، قد نأتي اللهو المباح، لكن ينبغي أن نتذكر أننا أمة جادة، عندها شيء من اللهو المباح، ولسنا أمة لاهية عندها شيء من الجد القليل.

إذاً: أول نصيحة بخصوص النوم أننا ننام مبكرين بقدر ما نستطيع.

ثانياً: الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتوضأ قبل أن ينام، وكان ينام على الشق الأيمن على جنبه اليمين، ويقول أذكار النوم، وأذكار النوم كثيرة جداً، وليس المجال لذكر أذكار النوم بكاملها، لكن سأذكر لك أمراً واحداً مهماً جداً جداً وهو أن تقرأ آية الكرسي قبل أن تنام؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (من قرأ آية الكرسي قبل أن ينام لن يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح) هذا الشيطان الذي يبعدنا عن صلاة الفجر، فربنا يحفظك من الشيطان بآية الكرسي، وأذكار النوم كثيرة وعودوا إليها في كتب الأذكار.

أيضاً بخصوص موضوع النوم حاول أن تخبر أصحابك وأقرباءك ومعارفك أنك تنام باكراً؛ بحيث لا توجد زيارات لا هواتف بعد الساعة العاشرة مساء أو إحدى عشرة حسب ما تحدد لنفسك، ونظامك هذا يا أخي والله ليس أمراً يخجل أبداً، ما كان النظام الإسلامي مخجلاً، بل الذي يجب عليه أن يخجل هو الذي يخالف نظام الإسلام.

إذاً: النوم مبكراً، النوم على وضوء، النوم على الجانب الأيمن، أذكار النوم، وإخبار الناس بنظامك الجديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>