[إرهاصات ما قبل فرض صيام رمضان ودورها في بناء الأمة]
عندما كنت أراجع الأحداث التي تمت في شهر شعبان سنة (٢هـ) اكتشفت أنه قد حدثت في هذا الشهر أمور كثيرة من أعظم الأمور التي مرت في تاريخ المسلمين، أذكر أنني أحصيت لكم منها أربعة أمور في دروس السيرة النبوية، وهي أمور في غاية الأهمية، وكلها حدثت في شهر شعبان سنة (٢هـ) وهذه الأمور هي: أولاً: فرض الصيام في رمضان، هذا الموضوع الذي نتكلم فيه في هذا النهار.
ثانياً: فرض الزكاة، الزكاة كانت مفروضة في مكة، لكن من دون تحديد للنصاب والأحكام المختلفة، فحدد ذلك في شعبان سنة (٢هـ).
ثالثاً: فرض القتال على المسلمين بعد أن كان مأذوناً به فقط، قال الله عز وجل:{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا}[البقرة:١٩٠]، نزلت في شعبان.
رابعاً: تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة في النصف من شعبان سنة (٢هـ).
هذه أحداث في غاية الأهمية وكلها حدثت في شهر واحد في شهر شعبان سنة (٢هـ) لماذا؟ لأنه في شهر رمضان (٢هـ) سيحدث أمر هام جداً يحتاج إلى كثير إعداد وإلى عظيم تربية، ستحدث غزوة بدر الكبرى، في (١٧) رمضان سنة (٢هـ).
إذاً: هذه الأمور الأربعة هي لإعداد الجيش المجاهد الذي سيدخل في المعركة الفاصلة، هذه الأمور الأربعة شرعت لبناء الأمة المجاهدة، الأمة التي يرجى لها أن تنتصر على غيرها من الأمم، الأمة التي تقود غيرها لا تقاد بغيرها، الأمة التي تسود غيرها لا تساد بغيرها.