المجال الرابع: القراءة في مجال التخصص في العلوم الدنيوية، فالطبيب يقرأ في الطب، والمهندس يقرأ في الهندسة, والكيميائي في الكيمياء، والجغرافي في الجغرافيا وهكذا.
اقرأ الجديد دائماً، وحسن من مستواك، وارفع من قدراتك وإمكانياتك، فهذا مجال في غاية الأهمية، نحن لا نريد المهندس أن يترك الهندسة ويدرس الفقه، ولا نريد من الفيزيائي يترك الفيزياء ويتخصص في التفسير، نحن كما أننا في حاجة إلى علماء في الشريعة فإننا في حاجة إلى علماء في علوم الحياة.
وراجعوا محاضرة: أمة الإسلام بين علوم الشرع وعلوم الحياة.
دعيت إلى حفل تخريج دفعة من دفعات كلية العلوم، وكانوا يسألونني عن النصائح المهمة للخريج، ووجدت الكثير منهم بعث أسئلة مختصة بقضايا العمل والكسب والزواج ودخول الجيش، وهذه القضايا كلها في غاية الأهمية، ولم يذكر واحد منهم أن من مشاكلنا الرئيسية أو من قضاياه المهمة الرئيسية بعد أن ينتهي من كلية العلوم أن يحضر مثلاً الماجستير أو الدكتوراه أو دراسات متخصصة في مجال معيّن، فالذي يسجل دكتوراه وماجستير من غير المسلمين أو من المسلمين غير الملتزمين بالدين على العكس من المسلمين الملتزمين بدينهم والمتمسكين بشرعهم! فالمسلم المؤمن الملتزم بالدين لديه دوافع راقية جدًا للعلم والتفوق، فهو يطلب رضا الله سبحانه وتعالى والجنة، ويطلب عمارة الأرض، ونفع البشرية، وخدمة الإنسانية، وليس هذا إلا للمؤمن.
إذاً: هذا مجال في غاية الأهمية ونحن عندنا فيه قصور، ولا بد أن نركز عليه تركيزاً هاماً لرفعة هذه الأمة، وهو القراءة في مجال التخصص في مجال العلوم الحياتية.