المفهوم السادس:(كما تكونوا يولى عليكم) فلا تنشغلوا كثيراً بالحديث عن الحكام، وإلقاء التبعة على أكتافهم وتنسون أنفسكم، نعم كلما عظمت المسئولية زادت التبعات، والمخطئ في حق فرد ليس كالمخطئ في حق عشرة، ولا كالمخطئ في حق أمة، ولكن اذكروا الحقيقة الصادقة:(كما تكونوا يولى عليكم).
والحكام إفراز طبيعي جداً للشعوب، فليس من سنة الله عز وجل أن يولي حاكماً فاسداً على قوم مصلحين، أو يولي حاكماً مصلحاً على قوم فاسدين، والله عز وجل قال في كتابه الكريم وهو يصف فرعون:{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}[الزخرف:٥٤]، ولم يقل: إنه كان من الفاسقين، فالعلاقة بين الشعب والحاكم تفاعلية جداً، فأصلحوا أنفسكم يخرج من بينكم خالد والمثنى وطارق وقطز وصلاح الدين.