الفائدة التاسعة: المقاطعة تربية عظيمة للنفس بأن تحرمها من أشياء تعودت عليها، وذلك تماماً مثل فكرة الصيام فأنت في نهار رمضان تمنع نفسك عن الطعام والشراب وهما في الأصل من الأمور الحلال، فإن استطعت ذلك فأنت على تجنب الحرام أقدر، فهذا نوع من التربية.
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه كان لا يأكل السكر مع رغبته إليه، وليس السكر بمحرم لكنه يربي نفسه، وكان يقول: اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم، نريد أن نعود أنفسنا على كسر الروتين اليومي في حياتنا وعلى التغلب على شهواتنا، وعلى الانتصار على أنفسنا، وعلى تغليب المصلحة العامة للأمة على المصلحة الخاصة للأفراد، فلو خرجنا من المقاطعة بهذا الدرس العظيم وهو درس التربية لكان هذا مكسباً لا يقارن بما قبله من المكاسب.