الفائدة الخامسة: المقاطعة ستؤدي إلى التذكر المستمر الحقيقي للمسلمين، وإلى معرفة ووضوح وتذكر الصديق، وبذلك يتميز الحق والباطل، والعدو والصديق، ومن عادة الناس أنهم ينسون مع مرور الوقت وتغير الظروف، وقد يبتسم الظالم في وجهك يوماً، ويمد إليك يده مصافحاً، ويفتح لك صدره متودداً، وهو مستمر في ظلمه، فينسى الناس الظلم لاختفائه خلف الابتسامة والتودد، مثلما فعل مناحيم بيجن عندما مد يده مصافحاً ومعاهداً ومبتسماً والجميع يعلم أنه صاحب مجزرة دير ياسين، وما زال يقبع بجيوشه في بلادٍ مغتصبة ظالماً الملايين دون اكتراث.
إن استمرار المقاطعة يجعلنا في شبه حالة استنفار عام تام كامل، فلا ننسى عدونا إلا إذا تخلى عن اعتداءه تماماً، ونزح عن بلادنا، وأعاد الحقوق إلى أصحابها، استمرار المقاطعة يعيننا على تربية أبنائنا بطريقة يعرفون فيها عدوهم، ولا يخفى على عاقل أي فائدة هذه.