أتمنى للذين لديهم غرفة نوم، وغرفة طعام، وغرفة استضافة أن يفكروا في المكتبة، فهذا ليس عملاً ثانوياً، ووسيلة من وسائل الترف، بل هو شيء أساسي في البيت، ليس مهمًا أن تكون المكتبة فخمة أو فاخرة، لكن المهم الكتب التي فيها، ينبغي أن يكون في ذهنك مشروع واضح لشراء مجموعة ضخمة من الكتب، وهذا الكلام للناس كلهم للأغنياء والفقراء على حدٍ سواء، ضع جدولاً في شراء الكتب في غضون سنة أو سنتين أو عشر سنين أو عشرين سنة بقدر ما تستطيع، والإنسان إذا أحس بقيمة الكتاب سيوفر من أكله ويشتري الكتاب، فأحياناً قد يأكل الإنسان أكلة بثمن أربعة أو خمسة كتب، وقد يشتري قميصاً بثمنه عشرة كتب، وقد خرج في رحلة أسبوع بثمن مكتبة قيّمة جدًا.
ضع هذا الموضوع في ذهنك وكوّن مكتبة شاملة لكل أنواع المعارف، ولو كتاباً في كل فرع، فمثلاً: كتاب في العلوم السياسية، وكتاب في العلوم الاقتصادية، وكتاب في الفقه، وكتاب في الحديث، وكتاب في الأدب، وفي غيرها من الفروع المختلفة، فإذا ما احتجت كتاباً في فرع معين تجده، وأحياناً المعلومة التي تحصلها وتكون محتاجها يكون ثمنها أغلى من ثمن الكتاب ألف مرة، فلا بد أن يكون عندك مصدر في كل فرع من فروع العلم.
وأحياناً قد تمل من القراءة في مجال معين فتنتقل إلى كتاب في مجال آخر وهكذا، وضع في ذهنك أن المكتبة لن تنفعك فحسب لكنها ستنفعك أنت وزوجتك وأولادك وقد تنفع أحفادك وأحفاد أحفادك، وقد رأيت أناساً يقرءون كتباً اشتراها أجدادهم أو آباء أجدادهم، فهم لا يزالون يحصلون على الحسنات إلى الآن من جراء هذه المكتبة التي خلفوها وراءهم، فهذه تعد من الصدقات الجارية العظيمة جداً.
أما الوسيلة الثامنة والتاسعة والعاشرة، فهي علاقات بينك وبين الآخرين: إلى ومع ومن.