للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٠٨ - عيادة المريض مما أمرا ... ندبا به والاجر فيه غزرا

٢٢٠٩ - لكن بآداب إذا بها تُخِلْ ... فربما تصير مما ينحظل

قوله: واستأذن إن ترد البيتين، معناه أنه لا يجوز لك أن تدخل بيت غيرك - أجنبيا كان أو قريبا - حتى تستأذنه، للآية الكريمة، وصفة الاستئذان أن يقول: السلام عليكم أأدخل؟ فإن أذن له في الدخول دخل، وإن قيل له: ارجع رجع، وإن لم يجيبوا كرر ثلاثا، فإن لم يجيبوا انصرف، لحديث أبي موسى الأشعري - رضي الله تعالى عنه - " الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك فادخل، وإلا فارجع " (١) إلا أن يستيقن أنهم لم يسمعوا فقال مالك - رحمه الله تعالى -: لا أرى بأسا أن يزيد إذا استيقن، وإذا قيل له: من أنت؟ فليقل: فلان بن فلان، ونحوه مما يتميز به، ولا يقول: أنا، وينبغي أن لا يؤذن له إذا لم يسلم، وإذا كان الباب مفتوحا تياسر عنه أو تيامن، ولا يقف أمامه، وإن كان مقفلا وقف حيث شاء، ولا يجوز له أن ينظر إليهم من شقوقه، ولا أن يستمع لحديثهم، ويتنزل دق الباب منزلة الاستئذانويكون الدق خفيفا بحيث يسمع، وفي الخبر أن أبواب النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - كانت تقرع بالأظافير، (٢) وإن دقه ثلاثا ولم يجيبوا انصرف إلا أن يعلم أنهم لم يسمعوا كالاستئذان بالقول، ويستأذن الرجل على أمه وأخته، وقد قال صلى الله تعالى عليه وسلم للذي سأله أيستأذن على أمه؟ فقال له: نعم، فقال: إني معها في البيت، إني خادمها: " استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا، قال: " فاستأذن عليها " (٣) قوله: ودون واحد البيت، معناه أنه لا ينبغي تناجي الاثنين أو الجماعة دون الواحد، لما في الحديث من النهي عن ذلك، (٤)


(١) متفق عليه، واللفظ لمسلم.
(٢) رواه البخاري في الأدب المفرد، وهو حديث صحيح.
(٣) رواه الإمام مالك في الموطإ مرسلا.
(٤) متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه .. ـ

<<  <   >  >>