لما يحصل له به من الحزن، سواء كان ذلك في سفر أو حضر، خلافا لمن خص ذلك بالسفر، قال ابن رشد - رحمه الله تعالى -: فإذا خشي المتناجيان دون صاحبهما أن يظن بهما أنهما يتناجيان في عورة، فلا يحل لهما أن يتناجيا دونه، كان ذلك في سفر أو حضر، وإذا أمن من ذلك فهو مكروه لهما في الحضر والسفر، من أجل أن ذلك يحزنه ويسوؤه، وبالله سبحانه وتعالى التوفيق لا رب غيره.
وفي جامع ابن أبي زيد - رحمه الله تعالى -: وسئل عن أربعة هل يتناجى ثلاثة دون واحد؟ فقال: نهي أن يتركوا واحدا، ولو كانوا عشرة، اجتناب سوء الظن، والحسد، والكذب، وقيل: إذا كان ذلك بإذنه فلا بأس به.
وفي معنى التناجي كلامهما عنده بلسان لا يفهمه.
قوله: عيادة المريض البيتين، معناه أن عيادة المريض مرغب فيها، وقد تقدم الكلام عليها في الكلام على حقوق المسلم، وفي الحديث الشريف أن من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبعا فإن الله سبحانه وتعالى يعافيه من ذلك المرض. (١)
٢٢١٠ - واظب على الذكر، فذكر الله جل ... وعز من عذابه أنجى عمل
٢٢١١ - ولكن الذكر لدى الأوامر ... والنهي بالفضل على هذا حري
٢٢١٢ - واعْنَ بما من الدعاء في الصحاح ... أتى كأذكار المساء والصباح
٢٢١٣ - والنوم والخروج والخلاء ... وسفر وضد هؤلاء
٢٢١٤ - وبالتعوذ كذلك اعتنِ ... من المخوف كله والفتن
٢٢١٥ - ويكره العمل في المساجد ... إذ لم تُرَدْ لما سوى التعبد
٢٢١٦ - والغسل لليدين فيه يقلى ... واكره به كذاك أيضا الاكلا
٢٢١٧ - إلا الذي خف فذا لا بأس به ... واكره به كذاك قص شاربه
٢٢١٨ - وقلمَه ظفُرَه لو أخذا ... بثوبه ما قد تساقط إذا
٢٢١٩ - وللبراغيث به لا تقتل ... وما لها شابه مثل القمل
(١) رواه أبو داود والترمذي والإمام أحمد، وهو حديث صحيح.