للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد جاء في حديث الأعرابي الذي بال في المسجد أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال: " إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة، وقراءة القرآن " (١) قال ابن رشد - رحمه الله تعالى -: وقد بنى عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - رحبة بناحية المسجد، تسمى البطيحاء، وقال: من أراد أن يلغط، أو ينشد شعرا، ويرفع صوته، فليخرج إلى هذه الرحبة، (٢) وكان عطاء بن يسار إذا مر به من يبيع في المسجد دعاه فسأله ما معه؟ وما تريد؟ فإن أخبره أنه يريد أن يبيعه في المسجد، قال: عليك بسوق الدنيا، فإنما هذا سوق الآخرة، وبالله سبحانه وتعالى التوفيق وجاء في الأخبار أن عمر - رضي الله تعالى عنه - سمع رجلا صوت في المسجد، فقال: ما هذا الصوت؟! أتدري أين أنت؟! وجاء أن خَلَف بن أيوب كان جالسا في مسجده فأتاه غلامه يسأله عن شيء، فقام وخرج من المسجد وأجابه، فقيل له في ذلك، فقال: ما تكلمت في المسجد بكلام الدنيا منذ كذا وكذا، وقد قال سبحانه وتعالى: (ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) وقال سبحانه وتعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وأنكر مالك - رحمه الله تعالى - القصص في المسجد، وقال: لا أرى أن يجلس إليهم، وإن القصص لبدعة، وليس على الناس أن يستقبلوهم كالخطيب، وكان ابن المسيب - رحمه الله تعالى - وغيره يتحلقون والقاص يقص، وقال: نهيت أبا قدامة أن يقوم بعد الصلاة فيقول: افعلوا كذا، وأكره التابوت الذي يجعل في المسجد للصدقة، وأكره المراوح التي في مقدم المسجد، التي يروح بها الناس، وأكره أن يتكلم بألسنة العجم في المسجد.

٢٢٢٠ - ومن يكن ضيفا ببدو حلا ... بياته بمسجد قد حلا

٢٢٢١ - لا تَقْرَ في الحمام إلا النزرا ... وجوزوا لراكب اَن يقرا


(١) رواه مسلم، وأصله متفق عليه.
(٢) رواه الإمام مالك رحمه الله تعالى في الموطإ.

<<  <   >  >>