للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الحديث " أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين " قالوا: يا رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ ولم؟ قال: " لا تراءى ناراهما " (١) قوله: وقطعة من العذاب السفر الأبيات الثلاثة، أشار به إلى حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال: " السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نَهمته من وجهه فليعجل إلى أهله " (٢) ولا ينبغي أن يسافر الرجل وحده، وفي حديث الموطإ " الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب " (٣) وفيه أيضا أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال: " الشيطان يهم بالواحد والاثنين، فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم " ويندب أن يدخل في صدر النهار، ولا يأتي أهله طروقا، فيمهل حتى تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة، ويندب أن يبدأ بالمسجد ويصلي فيه ركعتين، كما جاء من فعله صلى الله تعلى عليه وسلم، (٤) قال سيدي زروق - رحمه الله تعالى -: سئل مالك - رحمه الله تعالى - عن من طالبته أمه بالمبيت عندها يوم قدومه، وطلبته زوجته بذلك، فقال: يبيت عند زوجته، لأن حقها في مقابلة أمر، بخلاف أمه ... قوله: وسفر المرأة دون محرم البيت، معناه أنه لا يجوز للمرأة أن تسافر يوما وليلة إلا مع زوجها، أو ذي محرم منها، لحديث الصحيح " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم منها " (٥) قال سيدي زروق - رحمه الله تعالى -: قال ابن رشد - رحمه الله تعالى -: اليوم والليلة مظنة تهيئ المكروه من الأجنبي لها، ومطاوعتها له، فلذلك منع وتهيؤ ذلك في ما دون ذلك مع الناس بعيد.


(١) رواه أبو داود والترمذي، وهو حديث صحيح.
(٢) متفق عليه.
(٣) ورواه أبو داود والترمذي والإمام أحمد، وهو حديث حسن.
(٤) متفق عليه.
(٥) متفق عليه، وهذا لفظ الإمام مالك.

<<  <   >  >>