للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: وهكذا كان البيت، معناه أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - كان يعجبه الفال الحسن (١) فكان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع يا راشد ويا نجيح، (٢) وروى مالك - رحمه الله تعالى - في الموطإ أنه قال للقحة تُحلب: من يحلب هذه؟ فقام رجل، ... فقال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: ما اسمك؟ فقال له الرجل: مرة، فقال له رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - اجلس، ثم قال: " من يحلب هذه؟ فقام رجل فقال له رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: " ما اسمك؟ فقال: حرب، فقال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: " اجلس " ثم قال: " من يحلب هذه " فقام رجل فقال له رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: " ما اسمك؟ " قال: يعيش، قال: " احلُب " وفي الموطإ أيضا أن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - قال لرجل: ما اسمك؟ فقال: جمرة، فقال: ابن من؟ قال: ابن شهاب، فقال: ممن؟ قال: من الحُرَقة، قال: أين مسكنك؟ قال: بحرة النار، قال: بأيها؟ قال: بذات لظى، قال أدرك أهلك فقد احترقوا، قال: فكان كما قال عمر - رضي الله تعالى عنه - وجاء أنه صلى الله تعالى عليه وسلم غير اسم جويرية من برة إلى جويرية، كراهية أن يقال خرج من عند برة، (٣) ونهى أن يسمي الرجل غلامه يسارا، أو رباحا، أو أفلح، أو نافعا، (٤) وفي حاشية الحطاب عن القلشاني - رحمهما الله سبحانه وتعالى - أنه قال: وقصد سماع الفال ليعمل على ما يسمع من خير أو شر لا يجوز، وكذلك أخذ الفال من المصحف.


(١) روى مسلم " وأحب الفأل الصالح " وروى الشيخان " لا طيرة، وخيرها الفأل، قيل: يا رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ وما الفأل؟ قال: " الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم ".
(٢) رواه الترمذي، وهو حديث صحيح.
(٣) رواه مسلم.
(٤) رواه مسلم والإمام أحمد، وفي روايته " فإنك إذا قلت: أثم هو؟ أو ثم فلان؟ قالوا: لا ".

<<  <   >  >>