للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: والفخر بالآباء البيت، معناه أن الفخر بالآباء والتكبر بذلك جهالة من فاعله، وأمر محرم، لأنها كبر، وفي الحديث " لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله سبحانه وتعالى من الجُعَل الذي يُدَهْدِهُ الخِراء بأنفه، إن الله تعالى أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس كلهم بنوا آدم وآدم خلق من تراب " (١) وجاء أن أبا ذر - رضي الله تعالى عنه - سابب رجلا أمه أعجمية وعيره بها، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم: " إنك امرؤ فيك جاهلية " (٢) قوله: وما من الأنساب البيت، أشار به إلى ما جاء في الحديث " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأجل " رواه الحاكم فى المستدرك، وقال: صحيح الإسناد، (٣) وجاء موقوفا على عمر - رضي الله تعالى عنه -، قال ابن ناجي: قال التادلي - رحمهما الله سبحانه وتعالى -: يريد وجوبا، لأن صلة الرحم واجبة فوسيلته كذلك.

وقد يقال إنه ليس كل رحم يجب وصلها، فالأوجه حينئذ اختلاف حكمه والله سبحانه وتعالى أعلم.

قوله: وجهل ما زاد البيت، معناه أن علم ما زاد على ذلك من الأنساب علم لا ينفع، والجهل به جهل لا يضر، فهو فضول فلا ينبغي الاشتغال به.


(١) رواه أبو داود والترمذي والإمام أحمد، وهو حديث حسن.
(٢) متفق عليه.
(٣) ورواه الترمذي والإمام أحمد، وهو حديث صحيح.

<<  <   >  >>