للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: ولا يفسر المراء البيت، معناه أنه لا يجوز أن يعبر الرؤيا من لا علم له بذلك، ولا يختص ذلك بالرؤيا، فلا يجوز للمرء أن يتكلم في شيء لا علم له به، فقد قال سبحانه وتعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) وفي جامع ابن أبي زيد أنه قيل لمالك - رحمهما الله سبحانه وتعالى -: أيفسر الرؤيا كل أحد؟ قال: أبالنبوءة يلعب؟ وقال: قال مالك - رحمه الله سبحانه وتعالى -: لا يعبر الرؤيا إلا من أحسنها، فإن رأى خيرا أخبره، وإن رأى مكروها فليقل خيرا، أو ليصمت، قيل: فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه، لقول من قال: إنها على ما أولت؟ فقال: لا، والرؤيا من أجزاء النبوءة، فيتلاعب بأمر من أمور النبوءة، وقد قال الصديق - رضي الله سبحانه وتعالى عنه - في رؤيا عائشة - رضي الله سبحانه وتعالى عنها - لما مات رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: هذا أحد أقمارك وهو كبيرها، وتلك العبارة عنده، وكره أن يتكلم أولا، وقال خيرا، ولو كان أحد ينبغي له أن يصرف التأويل إلى غير وجهه، لما يتقي، لصرف ذلك أبو بكر الصديق - رضي الله سبحانه وتعالى عنه - بتأويل يقي به رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ولكن لم ير ذلك جائزا، وقال: خيرا إن شاء الله سبحانه وتعالى، وسكت وإلى هذا أشار بقوله: ولا يعبر بخير ما على البيت.

<<  <   >  >>