للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والإمام القروي هو أبو محمد عبد الله بن أبي زيد، شيخ المغرب إليه انتهت رئاسة المذهب، قال القاضي عياض ـ رحمه الله تعالى ـ: حاز رئاسة الدين والدينا، ورحل إليه من الأقطار، ونجُب أصحابه، وكثر الآخذون عنه، وهو الذي لخص المذهب، وملأ البلاد من تآليفه، حج وسمع من أبي سعيد بن الأعرابي وغيره، وكان يسمى مالكا الأصغر، يقال: إنه ألف هذا الكتاب وهو ابن سبعة عشر عاما، وقيل ثمانية عشر عاما، قال سيدي زروق رحمه الله تعالى: ويحكى أنه انهدم حائط بيته وكان يخاف من الشيعة فربط في موضعه كلبا، فقيل له في ذلك، فقال: لو أدرك مالك زمانك لاتخذ أسدا ضاريا، كذا سمعته من شيخنا أبي عبد الله القوري رحمه الله تعالى، وذكروا أن محرزا بن خلف العابد المعروف، شيخ العلم بأريانة ثم قرطاج، الذي لقب بسلطان الصالحين، قصد ذات يوم إلى زيارة الشيخ ابن أبي زيد ـ رحمهما الله تعالى ـ وكان يقصده للزيارة، فلما دخل إلى داره أتوه بابنة له ـ أعني الفقيه أبا محمد ابن أبي زيد ـ ليدعو لها، وكانت قد أقعدت، فدعا لها وقامت على قدميها ومشت من ساعتها، فكثر التعجب من ذلك، فقال: والله العظيم ما قلت إلا بحرمة أبيها عندك اكشف ما نزل بها، فشفاها الله تعالى ببركة أبيها.

كذا في كتاب معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، للشيخين أبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الله الأنصاري الأسيدي المشهور بالدباغ، وقاسم بن عيسى بن ناجي التنوخي القيرواني المتقدم الذكر.

<<  <   >  >>