وقوله: وقد استحب بعض العلماء، قال ابن ناجي: سمعت بعض من لقيته يذكر أن الشيخ أراد بقوله بعض العلماء ابن حبيب، وكذلك مهما ذكره، وما ذكره نص عليه التادلي في باب ما يفعل بالمحتصر، وفي نفسي منه شيء فتأمله.
وروى الحاكم أبو عبد الله أن " من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك " كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة "
وقال النووي في الأذكار: وقد روى النساءي وصاحبه ابن السني في كتابيهما عمل اليوم والليلة، بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري -رضي الله تعالى عنه -قال: أتيت رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم -بوضوء فتوضأ، وسمعته يدعو يقول: " اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي " فقلت يا نبي الله -صلى الله تعالى عليه وسلم -سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال: " هل تركن من شيء " انتهى
وروي الدعاء به مطلقا من غير توقيت.
وأما المسألة الثانية فقد تقدم الكلام عليها.
وأما المسألة الثالثة فهي عائدة إلى النية، ومعنى الاحتساب الإخلاص، بأن يكون الباعث على الوضوء امتثال أمر الله سبحانه وتعالى، وطلب الأجر والمثوبة، وهذا عام في القرب كلها، قال جل من قائل:(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)
قال في مطهرة القلوب:
ورسْم إخلاصِ عبادة الشكور ... إفراده بها ولو بلا حضور
وقد تقدم الكلام على وجوب النية وصفتها والحمد لله رب العالمين.