للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن ناجي: وقول الشيخ غاسلا له، يحتمل أن يعم بكل غرفة غرفة، وهو ظاهر كلام أهل المذهب، وبه الفتوى، وقال الباجي: يحتمل أن يكون لما ورد في الطهارة من التكرار، أو لأن الغرفة الواحدة لا تكفي في الرأس، وقال غيره: الثلاث غرفات مستحبة، والتكرار غير مشروع في الغسل، فيحتمل أن تكون اثنتين لشقي الرأس، والثالثة لأعلاه، ويدل لهذا قوله في الحديث: أخذ بكفه فبدأ بشق رأسه الأيمن، ثم الأيسر، ثم أخذ بكفيه فأفرغ على رأسه، وكلاهما نقله ابن هارون، قال ابن ناجي: والصواب الجزم بهذا الاحتمال.

والتخليل واجب في نفسه، وكونه بهذه الهيئة مندوب، فإن حصل بها التخليل اللازم فظاهر، وإلا كان واجبا عليه أن يخلله حتى يصل الماء إلى أصوله.

١٣٧ - ثم اغسلنْ شِقَّ اليمينِ وادلكا ... ثم اغسل اليسار مثلَ ذلكا

١٣٨ - ثم اغسلنْ رجليك إن أخرتا ... وأوعبَنْ ما فيه قد شككتا

١٣٩ - وأوعب الخفيَّ مثلَ العُمْق ... من سرة، كذاك تحت الحلق

١٤٠ - ورُكَب، وبين الَالْيتينِ ... والرُّفغ، معْ أسافل الرجلين

١٤١ - ولا تمس بعدَ أعضاء الوضو ... الايرَ فذاك للوضوء ينقض

١٤٢ - فإن فعلتَ فاغسلنْها ناويا ... فرضَ الوضو بغسلهنَّ ثانيا

شِق الإنسان: جانبه، والعمق: البعد إلى أسفل، والأليتين: تثنية ألية بفتح الهمزة، وهي الكفل والعجيزة، والرفغ: أصل الفخذ من داخله، قال سيدي زروق -رحمه الله تعالى ـ: وقيل: كل مغابن الجسد رفغ، وقيل: هو ما بين السبيلين.

أشار بقوله: ثم اغسل الشق اليمين وادلكا، إلى أنه يغسل بعد رأسه -يعني وعنقه -شقه الأيمن، بأن يصب الماء عليه شيئا فشيئا مع التدلك، وقد تقدم الكلام عليه في الوضوء، وظاهر الشيخ أنه يغسله جميعا قبل الشق الأيسر، فيكون تقديم الأعالي خاصا بالشق الواحد، وظاهره أنه يغسل في الشق شق الظهر والصدر والبطن، وبه صرح الاقفهسي على ما نقل عنه.

<<  <   >  >>