قوله: وموقن البيتين، معناه أن الذي يوقن وجود الماء في الوقت، يحب عليه أن يؤخر حتى يخاف خروج الوقت، وكذلك الراجي، فالمراد باليقين ما يعم الظن، وظاهر كلام الشيخ أن الراجي كالمتردد، وأما الآيس فإنه يصلي أوله، وأما المتردد فيصلي وسطه، هذا هو المشهور، وروي عن مالك - رحمه الله تعالى - تأخير الجميع لآخر الوقت، وروى ابن عبد الحكم أن المسافر يتيمم أوله مطلقا، وفي المجموعة الراجي آخره، وغيره وسطه، وقيل الجميع آخره إلا الآيس فأوله، والمراد بالوقت الوقت المختار، كما نقله أبو محمد في مختصره عن ابن عبدوس فإن قدم ذو التأخير ثم وجد الماء أعاد في الوقت، وقيل أبدا، قاله ابن عبدوس وغيره، وقيل إن ظن إدراكه ففي الوقت، وإن أيقن فأبدا، قاله ابن حبيب، وإن قدم ذو التوسط، ففي إعادته في الوقت المختار خلاف، ولا يعيد بعده اتفاقا، قاله ابن ناجي.
وما قيل في رجاء الماء وعدمه، يقال أيضا في رجاء القدرة على استعماله، وعدمه.
قوله: ولا يعيد كل هؤلا عدا الأبيات معناه أنه لا إعادة على من تيمم من المذكورين ثم وجد الماء بعد صلاته، سوى المريض الذي تيمم لعدم وجود من يناوله الماء، والخائف من السباع ونحوها، والمسافر يصلي في أول الوقت مع رجاء الماء، وإنما يعيد هؤلاء في الوقت خاصة، على ظاهر المصنف، وقال ابن يونس - رحمه الله تعالى -: الأصوب أنه الوقت المختار، وقد اختلف في الراجي بنوعيه المتيقن والظان، فقال ابن القاسم: يعيد في الوقت، قال ابن يونس - رحمه الله تعالى -: لأنه حين حلت الصلاة وجب القيام لها وهو غير واجد للماء، فدخل في قوله سبحانه وتعالى: (فلم تجدوا ماء فتيمموا (وإنما أمرناه بالإعادة استحبابا، والوقت قائم، نقله في التاج.