للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأشار بالبيتين الأخيرين إلى أنه إنما يتيمم على الصعيد الطاهر، وأن الصعيد هو ما ظهر على وجه الأرض من تراب، أو رمل، أو حجارة، أو سبخة، ونحو ذلك على المشهور، كالشب، والنورة، والزرنيخ، والكحل، والكبريت، والزاج، وفي الحديث " وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا " (١) قال ابن يونس - رحمه الله تعالى -: فعمم ولم يخص موضعا، وجمع بين الصلاة والتيمم عليها، فكما جازت الصلاة على الجبل، والحصباء، وكلما صعد على الأرض مما هو منها باتفاق، فكذلك يجوز التيمم عليه.

ولا يجوز التيمم بالجير والآجر والجص بعد حرقه، والياقوت، والزبرجد، والرخام، والذهب، والفضة، فإن فقد سوى ما منع وضاق الوقت، تيمم به، نص على ذلك جميع البغداديين، نقله ابن ناجي.

واختلف في الثلج، قال ابن عرفة -رحمه الله تعالى -: وفي الثلج، ثالثها إن عدم الصعيد، ورابعها ويعيد في الوقت بالصعيد، للباجي عن رواية علي، وأشهب، وابن القاسم، واللخمي عن ابن حبيب.

وأفضل ما تقدم التراب، ويجوز التيمم بغيره مما تقدم مع وجوده، على خلاف في بعض ذلك.

فخرج بالصعيد غير الصعيد، كالزرع والخشب، فلا يجوز التيمم على شيء من ذلك على المشهور، وخرج بالطاهر النجس فلا يجوز التيمم عليه، ومن تيمم عليه عالما متيقنا أعاد أبدا، والطاهر هو الطيب المذكور في الآية على المشهور من المذهب، وقيل المنبت.

١٥٦ - ولْتضربنَّ بيديك الارض معْ ... نفض خفيف، إن بها الترب اجتمع

١٥٧ - وعممنْ وجهَك واضرب الارضا ... من بعد ذاك باليدين أيضا

١٥٨ - واجعل اَصابع اليد اليسرى على ... طَرَف ظاهر اليمين مكملا

١٥٩ - يدا مع الذراع أيضا حانيا ... من فوقه لمرفق منتهيا

١٦٠ - ثم انتقل من طي مرفق اِلى ... بطن ذراعك لكوع قافلا

١٦١ - وبعد ذاك أجرينَّ بطنا ... الابهام من فوق بَهِيم اليمنى

١٦٢ - وهكذا اليسار وامسح بطنَ كفْ ... يمناك باليسرى لآخر الطرف

١٦٣ - وكيف ما عممتَ أجزأ، وما ... ذُكر في التعميم هو المعتمى


(١) متفق عليه.

<<  <   >  >>