وصفة المسح أن يبدأ بيمناه فيمسحها أولا، بأن يجعل باطن أصابع يده اليسرى، على أطراف أصابع يده اليمنى، ثم يمر أصابعه على ظاهر يده وذراعه، حانيا أصابعه على ذراعه كالقابض، حتى يبلغ المرفق، وقد اختلف هل يمسح أو يقف عنده، والمشهور الأول، ثم يدير كفه من طي المرفق إلى باطن ذراعه قابضا عليه حتى يبلغ الكوع، على رواية الأخوين التي اتبع الشيخ، قال الشيخ: ثم يجري باطن بهمه على ظاهر بهم يده اليمنى، ونحوه لابن الطلاع، كما نقله ابن عرفة - رحمه الله تعالى - ونحوه أيضا لأبي عمر في الكافي، ونصه: يبدأ بيمنى يديه فيمسحها باليسرى منهما، ويجري باطن أصابع اليسرى وكفه على ظاهر راحته اليمنى وذراعه إلى مرفقه، ثم يمر باطن إبهامه اليسرى على ظاهر إبهامه اليمنى.
وقال ابن عرفة -رحمه الله تعالى -: وظاهر الروايات مسح ظاهر إبهام اليمنى مع ظاهر أصابعها.
ونقله ابن ناجي -رحمه الله تعالى -وارتضاه.
ثم يمسح اليسرى باليمنى كذلك، فإذا بلغ الكوع مسح كفه اليمنى بكفه اليسرى إلى آخر أصابعه، قال ابن شعبان: يخلل أصابعه، قال الشيخ أبو محمد: لا أعرفه لغيره، قال ابن ناجي: وعادة الشيخ إذا قال مثل هذا أراد أن المذهب على خلافه، كمن قال: يا فلان فعل الله تعالى بك كذا، قال ابن شعبان: تبطل صلاته، قال الشيخ: لا أعرفه، وقول ابن بكير: من التذ بالفكرة في القلب انتقض وضوءه، وقال أيضا: لا أعرفه، ففهم عنه أهل المذهب ما قلناه.
وقال ابن عبد الحكم: ينزع خاتمه، قال في التوضيح: لا خلاف أنه مطلوب بنزع خاتمه ابتداء، لأن التراب لا يدخل تحته، فإن لم ينزعه فالمذهب أنه لا يجزئه، واستقرأ اللخمي من قول ابن مسلمة الإجزاء.
وهذه الصفة غير متعينة، كما أشار إليه بقوله: وكيف ما عممت أجزأ البيت.