للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن رشد في المقدمات: وأول الوقت في الصلوات كلها أفضل، قال الله تبارك وتعالى: (والسبقون السبقون أولئك المقربون في جنت النعيم) وقال الله سبحانه وتعالى: (سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين) ومعلوم أن من بادر إلى طاعة ربه أفضل ممن تأخر عنها وتأنى عنها، وقد سئل رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم -أي الأعمال أفضل؟ فقال: " الصلاة لأول وقتها " (١) وروي أن الصلاة في أول الوقت رضوان الله تعالى، وفي وسطه رحمة الله تعالى، وفي آخره عفو الله تعالى، (٢) فكان أبو بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - يقول: رضوان الله تعالى أحب إلي من عفوه، هذا هو المنصوص عن مالك المعلوم من مذهبه، في كتاب ابن المواز وغيره، وقد تأول بعض الشيوخ على مذهبه في المدونة أن أول الوقت وأوسطه وآخره في الفضل سواء، من إنكاره لحديث يحيى بن سعيد أن المصلي ليصلي الصلاة وما فاته وقتها، ولما فاته من وقتها أعظم وأفضل من ماله وأهله، (٣) وهذا بعيد لأنه إنما أنكره لأن ظاهره يوجب أن من فاته بعض الوقت كمن فاته جميعه، على ما جاء في حديث عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما - الذي تفوته صلاة العصر كأنما وُتر أهله وماله. (٤)


(١) رواه أبو داوود والترمذي والإمام أحمد، وهو حديث صحيح.
(٢) أخرجه الدارقطني بسند ضعيف جدا.
(٣) رواه الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ في الموطإ.
(٤) متفق عليه.

<<  <   >  >>