للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا خلاف في عدم وجوبها على الأخرس، واختلف في العاجز لعجمته على ثلاثة أقوال، فقال الأبهري يدخل بنيته، وقال أبو الفرج يدخل بالحرف الذي دخل به الإسلام، وقيل يترجم عنه بلغته قاله بعض شيوخ القاضي عبد الوهاب، والإحرام قال سيدي زروق -رحمه الله تعالى -: التحقيق أنه مركب من عقد هو النية، وقول هو التكبير، وفعل هو الاستقبال ونحوه.

وانظر ذكره للاستقبال.

ولا يعارض ما تضمنه الحديث السابق من أنه التكبير فإنما لكل امرئ ما نوى.

وأشار بالبيت الثالث، إلى أنه يؤمر أن يرفع يديه مع إحرامه استحبابا على نقل الأكثر، ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة، وحكى ابن يونس قولا بالاستنان، وروى ابن القاسم عدم رفعهما، كما ذكره ابن شعبان، واختلف في حد الرفع، فقال أشهب حذو صدره، وجعله ابن رشد ظاهر المدونة، وقيل إلى المنكبين، وهو المشهور، وإلى القولين أشار الشيخ -رحمه الله تعالى -بالتخيير، وقد ثبتا معا من فعل النبي -صلى الله تعالى عليه وسلم- (١).

واختلف في صفة رفعهما قال ابن عرفة - رحمه الله تعالى -: المازري وشيوخه والعراقيون: قائمتان كفاه حذو منكبيه، وأصابعه حذو أذنيه، سحنون: مبسوطتان بطونهما للأرض، المازري عن بعض المتأخرين: قائمتان مع عطف الأصابع، عياض: وقيل: مبسوطتان بطونهما للسماء.

وقال ابن يونس -رحمه الله تعالى -: وقد رئي مالك رافعا يديه في الاستسقاء حين عزم عليه الإمام، وقد جعل بطونهما مما يلي الأرض، وقال: إن كان الرفع فهكذا، قال ابن القاسم: يريد في الاستسقاء، وفي مواضع الدعاء، وعرفة، والجمرتين، والمشعر.


(١) عن وائل بن حُجر ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: رأيت النبي ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ حين افتتح الصلاة رفع يديه حيال أذنيه، قال: ثم أتيتهم فرأيتهم يرفعون أيديهم إلى صدورهم في افتتاح الصلاة، وعليهم برانس وأكسية رواه مسلم وأبو داود والدارمي واللفظ لأبي داود.

<<  <   >  >>