للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في الواضحة: وهو العمل عندنا بالاستكانة، والخوف، والتضرع، وهو الرهب، وأما عند الرغبة والمسألة، فتبسط الأيدي، وهو الرغب، وهو معنى قوله سبحانه وتعالى (يدعوننا رغبا ورهبا (أي: خوفا وطمعا.

وقال ابن عرفة عازيا لعياض -رحمهما الله تعالى -: ومقتضى الروايات مقارنة الرفع التكبير، أو مقارنته له، (١) وكره مالك رفع العامة الأيدي لذلك، وفي الدعاء، والتوجه، وتطويل ذلك.

وظاهر الشيخ أنه لا يرفع يديه في غير الإحرام، وهو المشهور في المذهب، قال مالك في المدونة: لا أعرف رفع اليدين في شيء من تكبير الصلاة، لا في رفع ولا في خفض، إلا في افتتاح الصلاة، قال ابن يونس -رحمه الله تعالى -: أي لم يعرف العمل به.

وذلك لأنه روى في الموطإ عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما -أن النبي -صلى الله تعالى عليه وسلم -كان إذا افتتح الصلاة، رفع يديه حذو منكبيه، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع من الركوع، رفعهما كذلك، وقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، وكان لا يفعل ذلك في السجود (٢).

قال ابن عرفة -رحمه الله تعالى -: وروى ابن عبد الحكم يرفع لرفع الركوع، وابن وهب وغيره وله وإذا قام من اثنتين، أبو عمر: روى ابن خويز منداد لكل خفض ورفع، الباجي لم يشرع لتكبير السجود، ابن رشد كرهه فيها وفي سماع ابن القاسم للركوع ورفعه، وسمع أشهب والسبائي استحسانه، مع توسعة تركه، ورواه ابن وهب دونها، وخيره مرة.


(١) لعلها أو مقاربته.
(٢) متفق عليه.

<<  <   >  >>