أشار بهذه الأبيات إلى صفة فريضة السجود، فذكر أنه يهوي بعد تمام ركن الرفع ساجدا، ولا يجلس قبل السجود خلافا للشافعي وغيره، حيث ذهب إلى أن الجلوس قبل السجود بوجه خفيف جدا من سنته، قاله سيدي زروق، قال: وقد صح فعله له عليه الصلاة والسلام فقالت عائشة -رضي الله تعالى عنها - إنما فعل ذلك في آخر أمره، لأنه بدن أي: ثقلت حركة أعضائه لارتفاع سنه.
ويستحب تقديم يديه قبل ركبتيه لحديث " إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه "(١) وروى ابن عبد الحكم التخيير في تقديم يديه أو ركبتيه، نقله في التوضيح.
ويمكن جبهته وأنفه من الأرض من غير شد، فشدها مكروه، ويباشر الأرض بكفيه مبسوطتين إلى القبلة، وتكشف المرأة عن يديها، قال في الكافي: وينبغي أن يباشر بيديه الأرض، أو ما يسجد عليه، فإن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه.
ويجعل يديه حذو أذنيه، أو دون ذلك، ويجنح بعضديه تجنيحا وسطا، ولا يفترش ذراعيه، وتكون رجلاه قائمتين، وبطون إبهاميهما إلى الأرض، ويفرق بين ركبتيه، وبين بطنه وفخذيه، ويسبح على نحو ما تقدم في الركوع، ويدعو هنا وليس لطوله حد سوى أنه لا يجوز أن ينقص عن الاطمئنان على نحو ما تقدم في الركوع، والمشهور أن السجود على الجبهة بخصوصها واجب، خلافا لما روي عن ابن القاسم من إجزاء الاقتصار على الأنف، وأن الواجب السجود على أحدهما، واختلف في السجود على الأنف فأوجبه ابن حبيب مع الجبهة، واختاره ابن العربي، والمشهور إن تركه أعاد بوقت، والسجود على الركبتين وأطراف القدمين، قال ابن القصار: سنة في ما يقوى في نفسي، وظاهر كلام اللخمي وغيره أن ذلك واجب، قاله ابن ناجي.
(١) رواه أبو داود والنسائي والدارمي والإمام أحمد، وهو حديث صحيح.