وقال في التاج: الكافي: لا بأس بالدعاء بين السجدتين، وفي الحديث كان رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -إذا رفع رأسه من السجود يقول:" رب اغفر لي وارحمني وارزقني واهدني وعافني "(١).
وقال في المواهب: قال الجزولي: ويستحب الدعاء بين السجدتين، وقد روي أن النبي -صلى الله تعالى عليه وسلم -كان يقول بينهما:" اللهم اغفر لي وارحمني واسترني واجبرني وارزقني واعف عني وعافني ".
وأشار بقوله: ثم افعلن كذاك أخرى السجدتين، إلى أنه يأتي بعد إتمام ركن الجلوس، بالسجدة الثانية على الوصف المتقدم في السجدة الأولى، وهي كالسجدة الأولى في الوجوب.
وأشار بقوله: ثم ارفعن البيت، إلى أنه يقوم من السجدة الثانية معتمدا على يديه مكبرا، ولا يجلس قبل القيام، والقيام في نفسه واجب، والتكبير على ما تقدم من الخلاف هل يسن مجموعه، أو تسن آحاده، وهو المشهور، أو تستحب، واعتماده على يديه مستحب على المشهور، وقيل جائز.
٢٣٢ - ثم اقرأنْ كما مضى أو دون ذاكْ ... واركع كما مضى وقنِّتَنْ هناك
٢٣٣ - إن كنت بالصبح، وإن قنَّتَّا ... قبل الركوع جاز ما فعلتا
٢٣٤ - ثم اسجدنَّ واجلسنَّ بينا ... ألسجدتين مثل ما أسلفنا
٢٣٥ - وفي الجلوس بين سجدتيكا ... أفْضِ للارض يسرى أَلْيتيكا
(١) روى أبو داود أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان يدعو بين السجدتين فيقول: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني ورواه الترمذي بلفظ اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني ورواه ابن ماجة بلفظ: رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني وارفعني، والإمام أحمد بلفظ: رب اغفر لي وارحمني وارفعني وارزقني واهدني، وبلفظ رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني وارزقني واهدني وكل ذلك ثابت، وأما اللفظ المذكور فلم أقف عليه، ومن أهل العلم من أجاز الجمع بينها ولم ير حرجا في التقديم والتأخير، والله سبحانه وتعالى أعلم.