قال ابن ناجي -رحمه الله تعالى-: ويظهر أن من يقرأ القرآن الكريم في هذا الوقت يحصل له هذا الشرف لأنه من أشرف الأذكار، فهذا داخل في ما قال الشيخ، إلى أن قال: قال في المدونة: وكان مالك يُسأل بعد طلوع الفجر حتى تقام الصلاة، ثم لا يجيب من يسأله بعد الصلاة، بل يقبل على الذكر حتى تطلع الشمس، وقال التادلي: فيقوم منها أن الاشتغال بالذكر في هذا الوقت، أفضل من قراءة العلم فيه، وقال الأشياخ تعلم العلم فيه أولى، قال ابن ناجي: وهو الصواب، وبه كان يفتي بعض من لقيناه، ولا سيما في زماننا اليوم لقلة الحاملين له على الحقيقة، وسمع ابن القاسم مرة صلاة النافلة أحب إلي من مذاكرة العلم، ومرة العناية بالعلم بنية أفضل، قال ابن ناجي: وبهذا القول أقول، وقد قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم -: " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" ... (١) فتعليم العلم مما يبقى بعده كما قال صلى الله تعالى عليه وسلم.
وإلى هذا الإشارة بالبيتين الأخيرين.
٢٥٢ - وركعتي فجر قبيل الصبح صلْ ... سرا بالام قط، إذا الوقت دخل
(١) رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والإمام أحمد.