للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: كمغرب، أشار به إلى أنه يستحب تقصير القراءة في صلاة المغرب، وقد روى ابن ماجه عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - كان يقرأ فيها بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد، وظاهر الشيخ أنها مساوية للعصر، وقيل يستحب أن تكون القراءة فيها أقصر من العصر، وقيل بالعكس أيضا، قوله: وباثنتين انتفلا البيت، أشار به إلى أنه يستحب أن يتنفل بعد المغرب قال سيدي زروق - رحمه الله تعالى -: وأقل التنفل بعدها بالركعتين، وجعلهما في الجلاب كركعتي الفجر في التأكيد، ولعل ذلك لمداومته صلى الله تعالى عليه وسلم عليهما كما هو ظاهر حديث ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ (١) وقال ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - سمعت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - يقرأ في الركعتين قبل صلاة الغداة، والركعتين بعد صلاة المغرب، ما لا أحصي بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد. (٢)

قوله: وهو بست حسن، أشار به إلى أن التنفل بعدها بست ركعات حسن، وقد ورد في ذلك حديث ضعيف.

قوله: ورغب في النفل ما بين العشا والمغرب، يعني به أن النافلة بين المغرب والعشاء مرغب فيها، وقد جاء عن أنس -رضي الله تعالى عنه -أن ذلك هو المراد في قوله سبحانه وتعالى: (كانوا قليلا من اليل ما يهجعون) قال: كانوا يصلون بين المغرب والعشاء، وكذلك قوله سبحانه وتعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع (الآية، وكذلك قوله سبحانه وتعالى: (إن ناشئة اليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا).


(١) متفق عليه.
(٢) رواه الترمذي، وحديثه حسن صحيح، وروى النسائي عن ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ أنه قال: رمقت رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل الفجر (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) وهو حديث حسن.

<<  <   >  >>