قوله: واقرأن جهرا فنفل ليل البيت، أشار به إلى أنه يندب الجهر بالقراءة في النوافل الليلية، ويتأكد ذلك في الوتر، ويندب الإسرار في النوافل النهارية، قال في التاج: سمع أشهب: لا بأس برفع صوته بقراءته في صلاته في بيته وحده، ولعله أنشط له، وكانوا بالمدينة يفعلونه، حتى صار المسافرون يتواعدون لقيام القراء، وسمع ابن القاسم أن ذلك مستحب، ابن رشد: هذا لمن حسنت حالته ليقتدى به، فيحصل له أجر الاقتداء به، وسمع أشهب: كان عمر بن عبد العزيز يخرج في اليل آخره وكان حسن الصوت يصلي، فقال ابن المسيب لبرد: اطرد هذا القارئ عني فقد آذاني، فسكت برد، فقال: ويحك يا برد اطرد هذا القارئ عني، فقال برد: إن المسجد ليس لنا، إنما هو للناس، فسمع ذلك عمر، فأخذ نعله وتنحى، ابن رشد: أمر سعيد بطرد القارئ عنه يريد من جواره، لا من المسجد جملة، ومن حق من أوذي أن ينهى من آذاه، ولو رفع رجل في داره صوته بالقراءة لما وجب لجاره منعه.