للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: وإن دخلته ورا الفجر البيت، يعني به أن من دخل المسجد بعد طلوع الفجر ولم يركع ركعتي الفجر، يقتصر على ركعتي الفجر، وهما كافيتان عن التحية، لأن المقصود بتحية المسجد أن لا يجلس حتى يصلي ركعتين، فيكتفي بالأوكد الذي هو ركوع الفجر، وقال القابسي يصلي التحية ثم يركع للفجر، وصوبه ابن عبد السلام، والمشهور الأول.

قوله: وإن تكن ركعتها بالدار البيت، معناه أن من أتى المسجد بعد الفجر وقد صلى الفجر في بيته، اختلف هل يؤمر بالركوع، قال ابن عرفة -رحمه الله تعالى -: ومن أتى المسجد بعد ركوعهما فروى ابن القاسم وابن وهب يركعهما، وابن نافع لا يعيدهما، ففسر ابن رشد واللخمي وابن العربي وابن عبد الرحمن وأبو عمران إعادتهما بركعتي التحية، ونقل ابن بشير إعادتهما بنية إعادة ركعتي الفجر، لا أعرفه.

وفي العتبية: وسئل عن الرجل يركع ركعتي الفجر في منزله ثم يأتي المسجد، أترى أن يركعهما؟ قال مالك ـ رحمه الله تعالى ـ: كل ذلك قد رأيت من يفعله، فأما أنا فأحب إلي أن يقعد ولا يركع، قال لي ابن القاسم: وقد قال لي قبل ذلك أحب إلي أن يركع، وكأني رأيته وجه الشأن عنده، قال سحنون: إذا ركعهما في بيته فلا يعيدهما في المسجد.

<<  <   >  >>